14-1-21

فى هذه الفترة تتوالى على عروض عديدة.. بأشياء غريبة.. لذا وجدت نفسى أمام إكتشافات جديدة عن نفسى.

المحكات هنا والأمتحانات فى كل يوم بل فى كل لحظة.

وأنت لا تعرف حقيقة نفسك إلا عندما يُعرض عليك أمر ما..

فى طفولتى كنت الفقير الذى لم يُختبر بالمال.. والقوى الذى لم يُختبر بالضعف.. كنت الصحيح الذى لم يُختبر بالمرض.. والمجهول الذى لم يُختبر بالشهرة... كنت ذلك المبتسم السعيد الذى لن يعرفه الأكتئاب يوماً!!

أتذكــُــر أحلامنا.. عندما كنا نتخيل أنفسنا وقد بعنا كل شىء.. وذهبنا إلى أحد تلك المغائر الصحراوية عازفين عن كل شىء فى العالم.. كنا نرى أنفسنا يومها على قمة العالم كما قيل لنا.. رغم أننا لم نتحرك خطوة.. خارج غرفتنا.. أو عندما كنا سوبر مان المنقذ الذى يستطيع كل شىء.. أو عندما حلمنا أننا لو ربحنا المليون فسنوزعه على الفقراء فى الشارع.

أحلامنا كانت طفولية.. كحالتنا.. أحلام لم تُمتحن.. حلمنا.. وتمنينا.. وتخيلنا..

لكن يا صديقى.. هنا فى عالم الراشدين.. حيث كل الأشياء متاحة.. ومعروضة عليك بألحاح.. ليست الأشياء السيئة فقط.. بل الصالحة أيضاً.. فلو كنت ترغب أن تصير منقذ العالم.. فتفضل.. وحاول..

إكتشفت هنا.. أننى لست يوسف.. ولا داود.. لست أحد هؤلاء الزاهدين.. ولست الأم تريزا..

وأنى أرغب فى المال.. وأن أكون مشهوراً.. وعندما ربحت جنيهاً.. كان لى كنزاً ارغب أن لا يُفارقنى.

إكتشفت أننى أنا.. ولست أحلامى.. أنا الذى لم اكن أعرفه.. إلى أن دخلت الأمتحانات.

والمهم.. أننى أكتشفت أننى لست منقذ العالم.. وأن العالم.. أصلاً.. لا يحتاج من ينقذه!!

تُرى هل سأستطيع أن أتعايش مع أنا.. ومع كل هذه الأمتحانات؟!

يا صديقى.. أنت لا تعرف حقاً.. حقيقة ما لم يُختبر!!

13-1-21