إنسان واحد

يحتاج الإنسان أن يجد.. إنسان آخر واحد على الأقل... يُمكنه أن يكون عاريًا أمامه.. دون خوف.
عاريًا ليس من الملابس.. لكن من ما نستتر خلفه.. لنكون آخر غير حقيقتنا.
أحتاج مَن يرى ما بأعماقى.. من مخاوف.. وارتباك.. ومشاعر مُختلطة غير مُرتبة.. وشهوات.. وضعف.. ونقص.. ونقاط ضعف وقوة. ويظل على حالته تجاهى.. من القبول، والحب.
فى هذا جزء كبير من شفاء الإنسان.
ولإن هذا الإنسان نادر الوجود.. نحاول أن نهرب من هذا الاحتياج، ونتجاهله، محاولين أن نعيش هذه الفكرة مع الإله.
وقد ينجح هذا بقدر كبير، لكن.. يبقى احتياجنا لهذا الآخر.. الإنسانى.. الذى يستطيع قبولى كما أنا بالحقيقة... لا يتغير. لأننا لسنا جميعًا بنفس القدرة أن نشعر بهذا القبول من ناحية الإله، خاصة مع كثرة الإحباطات من البشر. فقد يُصعًِب هذا من أن نختبر فكرة قبول الرب لنا!
فكلما حاولت أن أكون أنا.. وكلما حاولت أن أُظهر أعماقى للآخر.. أصطدم بأن هذا الأنا مرفوض لضعفه.. أو عجزه.. وأحيانًا.. لقوته.. أو لأنه ليس بحسب ما يرغب السامع.. أن أكون!!
كان من المُفترض أن يكون هذا الإنسان هو أبى أو أمى أو شريك الحياة أو ربما أباء الكنيسة وأمهاتها.
لكن بما أننا انشغلنا كلنا بالنصح والوعظ والتقييم والتوجيه.. ضاع منا هذا الإنسان فى زحمة الكلام!!
وأصبح جزء كبير من حياتنا غير حقيقى.. لأننا أصبحنا لا نستطيع التعرى سوى أمام الرب..
وأحيانا حتى أمام الرب نبقى مُستترين..
لأنه لم يخبرنا أحد بمحبته كم نحن بالحقيقة محبوبون
لذا يظل كل إنسان.. بحاجة إلى مثل هذا الإنسان.. ويسوع إبن الإنسان يعلم، ويُقدر، ولا يعترض بل يُدبره كهدية، لمن يقبل❤🌹
 
هل كان ليسوع حبيبه؟؟!
من يستأذن.. لا يرحل