By mishosayedadmin on الإثنين، 04 كانون2/يناير 2021
Category: مذكرات 21

4-1-21

اليوم الرابع من الشهر الأول من السنة الأولى بعد العشرين

تذكرت اليوم كلمات أمى عندما كنت أخبرها بأمنيتى أن أكبر.

كانت تقول لى "بكره أما تكبر.. ها تقول يا ريتنى ما كبرت، يا ريتنى أرجع عيل صغير تانى"

وها قد تحقق قولها.. فهذا بالفعل ما تمنيته فى يومى الأول هنا.

هذا الشىء المُسمى "المسئولية" شىء مزعج ومخيف على ما يبدو، لذا يتهرب معظم من هم هنا منه. ولكنهم على كل حال يُجبرون عليها.

هنا توجد أكياس وحقائب متعددة الأشكال والألوان وكلها تأتى من مخزن المسئوليات. ويقوم أحد المسئولين توزيعها على البعض بانتظام فى صباح كل يوم.. بمجرد أن تستيقظ.. لذا فالبعض هنا يخشى.. الاستيقاظ!!

يوزعها على الشخص بحسب عمله، وحالته الأجتماعية، محل دراسته، وقدر غناه أو فقره.... وأحياناً يقوم الناس بتوزيعها على بعضهم البعض. حيث يفتحون كيس مسئولية كبيرة ويقسمونه لأجزاء يعطون الأخرين منها.

البعض هنا يهرب من تحمل أى مسئوليات. فيليقيها على من هم تحته فى الترتيب المسئولى.. فمثلاً تجد مجموعة تلاميذ مسئولين عن مشروع دراسى ما وبعضهم يلقى كل العبء على الأخرين. أو أب لا يعمل ويلقى بمسئولية دفع فواتير البيت على زوجته وأبنائه. أما الأمهات فبعضهن لا تربى فتلقى بحقيبة مسئولية تربية الطفل على المدرسة ودار العبادة.

بعض المسئوليات هى محل نزاع، الرجال يقولون أنها مسئولية النساء والنساء يقولون لا بل هى مسئولية الرجال. والدولة تقول هى مسئولية المواطن بينما المواطن يقول هى مسئولية الدولة.. وهكذا.

لذا تجد كثير من حقائب المسئوليات هائمة فى الأجواء يقذفها واحد على الأخر فأما ان يردها اليه او يلقيها لطرف ثالث وهكذا.

ويوجد ساحة كبيرة فى وسط المدينة.. ملآى بأكياس مسئوليات لم يقم بها أحد.. ووضعوها هناك ولم يحاول أحد التعامل معها.. لأنهم قالوا أنها.. مسئولية الرب!! ويقولون عن هذا الفعل أنه.. الصلاة!!

قليلون هنا من يتحملون مسئولياتهم بصدق للنهاية. ولكن توجد أيضاً جماعة غريبة تتعامل مع المسئولية بطريقة عجيبة سأحكى لك عنهم فى الغد.. فلدى مسئوليات يجب أن أنجزها الأن وإلا تراكمت على.. الديون!!