By mishosayedadmin on الثلاثاء، 05 كانون2/يناير 2021
Category: مذكرات 21

5-1-21

استيقظت اليوم على إكتشاف جديد!
يبدو أن المرايا فى بلاد الراشدين تختلف عن المرايا العادية التى كنا نستعملها فى حياتنا السابقة.

لا يا صديقى.. ليست تلك المرايا هى الإكتشاف.. بل أنا نفسى.. هو اكتشاف اليوم!

اليوم رأيتنى لأول مرة بصورة مختلفة.. رأيت وجهاً لم أبصره من قبل.

رأيت ملامح جديدة وغريبة علىّ.. بعضها جميل ومميز.

وإكتشفت جروحاً غائرة فى وجهى لم أكن أراها من قبل.

وهذا عجيب فقد كنت أستعمل المرايا فى بلدنا كل يوم مرات ومرات.

صحيح أنى لم أكن أمتلك مرآة خاصة بى لذا كنت أستعمل فقط مرايا من حولى، ولكنى على كل حال كنت أقف أمام عدة مرايا كل يوم.

لابد أنك تذكر تلك الوقفات أمام المرايا المختلفة التى كانت يوماً تبكينا ويوماً تضحكنا، هذه المرايا يستخدمونها هنا فى الملاهى. ينظر فيها الناس عن عمد وهم يعلمون أن صورهم بها ستكون مشوهه.. ليتسلون ويضحكون.. كنا نرى أنفسنا فيها أطول أو أَضخم أو أقصر. لكن هنا وجدت مرآة تجعلك ترى نفسك كما أنت. أو لنقل أقرب شىء لما أنت عليه.

وعندما رأيت.. إنزعجت.. وهالنى ما رأيت.. فكيف عشت كل هذه السنوات بهذه الجروح ولم ألحظها. ولماذا لم يخبرنى أحد عنها؟!

أن تعبر إلى الرشد فهذا يعنى أنه صار لك مرآة تُخبرك عن الحقيقة. يمكنك أن تستخدمها ويمكنك أن تُخبئها لئلا ترى. لكنها تبقى لصيقة بك دوماً. جاهزة للأستعمال وقت تريد.. ولا أدرى إن كنت سأجربها مرة أخرى أم سأتركها مخبئة فى صندوقها.

هنا يا صديقى.. أنت مسئول.. كما أخبرتك بالأمس.. وأيضاً أنت ترى بصورة مختلفة.. كما أكتشفت اليوم.
ولا أعرف إن كان هذا شىء جيد أم لا.

كل ما أعرفه أنه أمر جديد أن أرى أموراً فى نفسى لم أبصرها من قبل!!