فيك يلتقى الكون

عندما تتبعثر دواخلنا.. يتبعثر كل شىء حولنا.. يتبعثر على الأقل بالنسبة لنا..

فكل ما حولنا.. يُشاطرنا حزننا وأفراحنا.. رؤيتنا الواضحة.. وتواهاننا..

لسنا محور الكون.. ولا تتوقف الحياة بسببنا.. أو علينا..

ولكنها بطريقة ما.. تُشاطرنا ما نمر به.. فلستى وحدك أبداً يا أبنتى

على الأقل يوجد حولك كون كامل يشعر بك.. أرض وسماء تتفاعل معكى.

لا تعجبى من عبوس الطبيعة حولك.. حينما تعبثين.. أو غضبها لغضبك..

ما فى قلبك يلون كل ما حولك.. لذا فى يداكى أختيار كيف يكون لون كونك..

يوجد عالم بأكمله ينتظرك.. لتتجاوزى خوفك.. وأحزانك.. وأنكسارك..

لتضيفى على الكون بهجته.. وأنتصاره

الحب يلون الحياة.. فلا تخشى أن تُحبى.. ليتبدل حالك.. ويتبدل الكون معكى.

أعلم أن جروح المحبة قاسية.. أعلم أن نزيف القلب ليس بالهين..

لكن لازالت تلك المغامرة تستحق!!

فقد تظنين أن الحب يخصك أنتى.. يُسدد أحتياجك أنتى.. أو ربما تجدين فيه نفسك..

لكن للحب الذى تنشدينه معنى وهدف أعمق.. هو فى الحقيقة حاجة كل الكون المحيط بك.

ألم تسمعى عمن أحبوا.. فأنست بهم الوحوش وتغيرت طبيعتهم.. وأطاعتهم الطبيعة.

لم تكن قداستهم هى ما غير طبيعة الوحش.. والكون.. بل محبتهم. فالكون لا يخضع الا لسلطان المحبة!!

وأنتى بلا حب.. ككون فارغ.. كتلك الأرض الخربة الخالية.. التى يرف عليها روح الحب.. مُنتظراً أن تقبل الحب فتصير جنة ريا.

فى لقائك الحميم مع ذاتك.. يلتقى الكون كله.. تمتزج الكائنات معاً.. فى صورة موحدة.

فى يسوع الحب.. يجتمع الكل .. كل الخليقة.. وأنتى يسوع كونك الصغير.

الكون الذى يجتمع أو يتفرق بحسب حالتك ورؤيتك.

حسناً أن تُعيدى تجميع أشلائك.. وأن تقفى على قدميك من جديد.. لتعيشى عمق جديد فى الحب.

الحب يا ابنتى.. درس عميق.. وطويل.. نتعلمه بطول العمر.. كتاب به الاف الفصول.. فيسوع هو الحب.. الذى لا يحويه كتاب.

وما مررتى به حتى الأن من صدمات وتوجعات.. هى بعض فصول هذا الكتاب..

فصول تبدو قاتمة.. وكئيبة.. ولكنها تحمل معنى ومغزى.. فى قصة محبتك.. وفى قصة كونك الخاص المحيط بكى.

فلا تُغلقى كتابك مُبكراً.. فلا زلتى فى مقدمة الكاتب التى يحكى لكى فيها عن نفسه.. وعن ما عناه لأجل الحب.. لأنه يستحق.

كل منا.. يشبه جمرة نور ألقيت للأرض.. لتنير.. وتُحيى ما حولها..

فحافظى على أشتعال جمرتك بالحب.. لأجل عالم بارد يرتعش..

أعلم أنى أحدثك عن العالم.. بينما كنتى تبحثين فى الحب عن نفسك..

ولكن يا ابنتى المحبوبة.. متى أحببتى.. وجدتى نفسك.. ووجدتى فيها كل الكون مُجتمعا!!

حينها ستفهمين.. حقيقة ومعنى كل شىء..

كونى معافة.. كونى حباً.