رسالة من الشارع
لسنا فى ذلك الزمن الذى يمكنك فيه أن تدفع شخص للتوبة أو التغيير برفضــــه أو عـزلــه أو طــرده من دائرتـــك أو كنيستــك أو مجموعتك أو طائفتـك أو عالمــك... سيترك لك كل ما عنـدك.. ويذهب الى عالـم أخـــر.. وستكون قد خسرتـــه للأبد.. أو سيذهب الى العــــالم الفسيح الذى يضم كثيرين حاليــاً وهو الشـــــــــــــــــارع.
يامن لازلتم داخـــــل الأســوار... ويا من لا تفعلون شيئاً سوى بنـــاء وتعليـــه الأسوار.. ويا من تفننتم عبر القرون فى أشكال الأسوار..
أفيــقــــــــــــــــــــــوا... أفيقـــــــــــــــوا... وحافظــوا على من تبقــوا لديكــــم.. فالشـــــارع أمتــلـــــىء.. ولا أحــد ممن فيه يرغب فى العـــودة مــــرة أخــــرى إلى من رفـضـــوه حتى لو مــــات جوعـــــاً فى الشوارع....
أفيـقــــــــــــــــــــــوا من وهــــم.. أن فى يــدكم حيــاة النـــاس وأنهم لابد أن يرجعوا أليكم مهرولين بمجرد أن تتعطفوا عليهم... فهم لمــولاهــم ومنــه حياتهم.
أفيقــــــــــــــــــوا من وهـــــم... أن الحياة يجب أن تكون داخل ســـور وإلا فالهـــلاك هو المصيــــر... كفى أرعاباً للناس وكأن يسوع لم يتجسد ولم يصلب ولم يقوم.
أفيقـــــــوا.. فالناس لا تحتاج بضائعكم التى تقدمونها...
أفيقـــــــــوا... فلم يعد أحتياج الناس أن يجدوا من يقدم لهم شفقة مزيفة فيسليهم.. أو يلاعبهم.. أو يغريهم بمناصب خدمة ليست لهم.. ويردد لهم كلام من كتاب المحفوظـــات.. فالعالم يقدم هذا بصورة أكثر أبتكاراً.. وحتى هذا فشلتم فيه...
الناس ملت من لعبه "ألخــادم وألمخــدوم".
النـــــــــــــــاس تحتــــــــــــــــــــــــاج يـــــســــــــــــــــــــــــــوع.
من العجيب أن يجد الناس الــدفء والحـب والأمـــان فى الشارع أكثر من داخل السور...
وفى الشارع يتقابل الذين هم بالحقيقة له دون أن يعرفوا حتى أسماء بعضهم..
ففى الشارع لا أحد يبحث عن ان يكون له اسم كما يحدث داخل السور..
ويمنحهم السيد شركة أعمق من شركة من عاشوا معــاً لسنوات.
أفيقوا.. يبدو أن يســـــــــــــــــــوع هو ايضــاً قد خرج للشـــارع ليكون مع المرفوضين والمطرودين كعادته....
وليكون هو بنفسه لهم سور نار من حولهم وليعلن مجده فى وســط الشـــــــارع.
إذا ظل من بالداخل فى غفلتهم... فعندما ينهد السور لن يستطيعوا الحياة مع الذين فى الشارع.