دخل إلى إنسانيتنا.. ليُدخلنا معه إلى الوهيته
دخل إلى إنسانيتنا.. ليُدخلنا معه إلى الوهيته!!
فمن البداية خلقنا من طين.. من تراب غريب عنه.. وان كانت كل الاشياء تحمل حضوره.. الا انها ليست من طبيعته... فقط الأبن الوحيد من طبيعة الآب!
من البداية كان يعلم أنه سيشاركنا محدودية ذلك الطين ليرفعنا منه الى رحب السماويات... يصطحبنا من ضيق التراب إلى رحب لا حصر فيه!!
كان يعلم كل شىء.. من قبل تأسيس العالم.. كان كعادته يعلم ماذا سيفعل.. لكن نحن الذين لا نرى سوى محدودية الخبزات الخمس..
لم نكن نعلم.. فظننا أنه مشغول بالخطية فقط.. وبتسديد ديون علينا له.. وأى أب هذا الذى تشغله أخطاء أبنائه فى حقه.. عن تتميم رؤيته لهم؟!
أبونا الصالح لم يشغله سوى قصده الأزلى.. أن نكون واحداً معه.. وفيه!!
من البداية خلقنا على بُـعـد مسافة منه.. يفصلنا عنه طبيعتنا.. وكانت خطته ومسرته أنه سيقربنا منه ويجذبنا الى حضنه بأبنه.. فنكون شبهه كما قصد فى نفسه..
فنحن تراب.. لحم ودم.. لا يستطيعان أن يدخلا ملكوته.. ولا أن يرثا.. ونحن زدنا البعد بخطيتنا.. لكن على كل حال كنا من الأصل بعيدين.. بُعد اختلاف الطبيعة..
لذا فى كل الأحوال كان لابد لأبنه أن يأتى لعالمنا.. لنولد من فوق.. لنصير مثله!!
نحن أضفنا لبعد الطبيعة المختلفة.. بُعـد العداوة بالخطية.. أدرنا ظهورنا لأبينا ورحلنا عنه.. وأختطفنا لأنفسنا موت لا يخصنا..
لكن هذا لم يوقف رؤيته ومسرته تجاهنا.
الآب أرسل أبنه المحبوب إلى التراب.. وبالروح صنع له جسداً كجسدنا.. من لحمنا ودمنا.. وكأنه يخلقنا من جديد فى أحشاء العذراء.. لنصير أولئك المكتوب عنهم.. المخلوقين فى المسيح يسوع!!
هذا هو ميلادنا الثانى.. وكما كان ميلادنا الأول من أدم فى حضرة الثالوث.. كذلك ميلادنا الثانى.. حفل سماوى فى حضرة الثالوث.. الآب ظللها.. والروح حل عليها.. والأبن نزل الى أحشائها..
هذا الميلاد الذى تهللت له السموات ورنمت له الجنود العلوية.. كان ميلادنا نحن.. فها نحن انساناً جديداً.. طبيعة جديدة.. وذلك الذى أخذناه من التراب.. مضى.. ولم يعد يخصنا!!
ولا زال ثالوث المحبة يصطحبنا فى رحلتنا نحوه.. نحو أن نصير واحداً.. عندما يأتى الأبن.. فنراه كما هو.. ونصير مثله.. آمين تعال ايها الرب يسوع❤️