2-1-21
اليوم الثانى.. من الشهر الأول.. للعام الأول.. بعد العشرين.
كنت أود أن أكتب لك.. و لى. بصورة منتظمة من بداية العام.. لكننى لم أجد ما أكتبه.. فى يومى الأول.. لهذا العام الجديد.. فتركت الصفحة فارغة.
تركتها فارغة لتًعبر عن أيامى السابقة.. لعلى لا أرغب فى تذكرها.. أو لعلها صارت فراغاً بالنسبة لى. أو لعلى أرغب فقط فى كتابة ما سيحمله عامى الجديد.. الراشد.. لى.
هذا هو العام الواحد والعشرون.. بداية جديدة بعد نهاية عشرون عاماً.. هل يُمثل هذا عمرى.. أم رحلتى.. أم مرحلة من حياتى بدأت من عشرون عاماً.. ربما أنا اعنى ٢٠٢١ .. عموما.. لا تشغل بالك كثيراً بهذا. فلن يُشكل فارقاً كبيراً.
العام الواحد والعشرون يسمونه سن الرشد.. حينما يصبح الانسان مسئولاً عن نفسه.. قادراً على تحرير العقود بنفسه دون وصى.. وها أنا أكتب عن عامى هذا. عام الرشد.
لكن ليس الكل يبلغون الرشد فى سن الواحد والعشرون.. وأنت يا صديقى تعلم هذا.. فكثيراً ما تقابل عيال صغيرة يحملون بطاقات تتعدى الاربعون والخمسون عاماً. أنا نفسى استغرقت أكثر من عشرين عاماً.. لأعبر هذه العشرون سنة!!
- تسألنى لماذا دعوتهم "عيال" وليس "أطفال" ؟
- ربما لأننى ارى ان الطفل ليس هو العكس المناسب للراشد.. فنحن نحتاج الطفل الساكن فينا ان يحيا برشد.. لا أن نقتله.. أما المعيله فهى ما أراه عكس النضج والرشد..
- هل سأكتب كل يوم؟
- اتمنى هذا.. ولكننى لا أعلم ماذا يحمله لى هذا العالم المختلف.. فانا جديد على عالم الرشد.. وسمعت من أحد الراشدين.. ان كثير من لياليهم وايامهم.. صمت.. وفراغ.. وعزلة.. وهذا يختلف عن صخب المعيلة التى كنا نحيا فيها معاً.. عموما سأكتب لك حالما أجد شيئاً يستحق فى هذه الدنيا الجديدة.