7-1-21
اليوم السابع من الشهر الأول من السنة الأولى بعد العشرين
اتعجب من نفسى، كيف لا زلت مواظبـًـا على الكتابة إليك أو إلىَّ عن هذه الحياة الجديدة، حياة الراشدين.
هل هى المسئولية التى اكتشفتها هنا؟ أم تكونت لدى عادة جديدة؟ هل هو الإدمان.. ربما.
نحن هنا نتسائل عادة.. عن السبب الذى يدعونا لفعل الأشياء!
كل البشر فى كافة أرجاء العالم المتسع.. يؤدون نفس الأفعال يومياً. لكن بأهداف ومعانى ونيات مختلفة.. وهنا يكمن الفرق.
الراشدون يتسائلون دوماً عن السبب والمغزى والمعنى الكامن خلف ما يفعلون. فهذا ما يميز فعل شخص عن أخر.
أتسائل اليوم مثلاً... لماذا أكتب؟
لأجلك؟ لأجلى؟ لأجل ماذا؟!
لأجل هؤلاء القائلين أن ما أكتبه يعنى لهم شيئاً ما؟
لأجل من تعودوا القراءة.. وهل صاروا إدمانى.. وصرت إدمانهم؟!
أحياناً أشعر أنى اسابق شيئاً ما.. أود اللحاق به.. أو أود أن أُنهى ما لدى.. قبل أن يلحق بى.. ربما لهذا أكتب لأفرغ ما لدى.. قبل أن يفوت الآوان.
ربما أكتب لأجل الشهرة.. أو المجد.. ربما لأجل بعض الربح.. ربما..
أرأيت يا صديقى.. كيف تأخذنا تساؤلاتنا حتى إلى الشك فى أنفسنا ودوافعنا.
وكأنك تصير عدو نفسك أحياناً وتقف لتحاكمها وتحكم عليها أثناء تفحصها..
وأحياناً قد يتدخل المحيطون بك.. ليقيّموا نيتك ودوافعك.. ويحكموا عليها.. فيزيدوك إرتباكاً.
هى حقاً رحلة مضنية.. لكن عادة ما يكون ثمرها جيد.. إن أتقنتها.
والثمر عادة هو مزيد من التواصل بهذا الكائن العميق الذى فى داخلك.. هذا يجعلك تعرف نفسك أكتر.
الأطفال يفعلون الأشياء بعفوية ربما لا يدركون سبب ما يفعلون فى كثير من الأحيان.. يفعلون ما يخطر فى بالهم بغض النظر عن مدى أثر هذا عليهم أو على من حولهم. ربما يفعلون الشىء وضده فى نفس الوقت.. لكن هنا لا تجرى الأمور على هذا النحو.
فمن أول مسئوليات الراشدون أن يدركوا لماذا يفعلون ما يفعلون؟!
هى مسئوليتك تجاه نفسك.. وتجاه من حولك.. فبعض الأفعال لها أثر الفراشة.. البسيط الذى قد يُغير التاريخ.