الكبيرة.. الصغيرة.. الباكية
وعندما يرحل حبيبنا الى السماء..
يترك خلفه عينان صغيرتان باكيتان ، حائرتان ، متسائلتان..
وتشعر النفس أنها صغيرة.. وحيدة.. ومتروكة..
ولايدرك المحيطون هذا...
لا يدرك عمق الم النفس سوى من يحتويها..
فيتعاملون معنا على أننا كبار.. وأننا ينبغى أن نكون كبار..
والكبار لا يبكون ولا يحزنون طويــلاً.. الكبار لابد أن يستكملوا الحياة ويحملون حزن من حولهم..
فنمسح دموعنا.. ونتجلد... ونضع على وجوهنا أبتسامات وعلى لساننا كلمات لنسند من حولنا..
ولا نعلم أين نذهب بأحزاننا ودموعنا.. فالكثيرون يلوموننا عليها..
البعض لأنهم أكثر أحتمالاً أو ربما لا تعنيهم الامور كما تعنينا..
والبعض لاجل محبتهم العميقة لا يرغبون لنا فى حزن او الم أو دموع..
والبعض يزعجهم أنزعاجنا ودموعنا لانها تثير فيهم أحزانهم ودموعهم وأنزعجات يهربون منها.
هل حقاً نفسى حزينة أكثر مما ينبغى..؟؟!!
لا اعلم.. لكن على كل حال.. أبقى أنا مع نفسى الصغيرة ولا أعلم ماذا أفعل بدموعى.. وتساؤلاتى.. فأختبأ..
وأخبرها أن تنتظر حتى يأتى الليل..
فى الصباح أعيش معهم كل تفاصيل الحياة.. ولكن قلبى ينتظر الليل دومــاً.. وأحياناً يهرب منه!!
الليل.. ذلك الغريب الصامت الذى يحتوى دموع الكثيرين وأحزانهم.
وفى الليل... أبكى وحدى.. وأنتظر.. أتسائل وحـدى.. وأنتظر.. أصلى وحــدى.. وأنتظر..
أنتظر ما لا أعرفه.. ربما يأتى يوماً بأجابة أو براحة.
وبين الحين والأخــر.. يأتينى يسوعى.. بصورة أو بأخرى
يأتينى بحضن.. وأحتواء وتعزية..
أسمعه يهمس لى.. أيتها الصغيرة.. أنا احبك.. واعلم أنك صغيرة لا تحتملين..
أعلم أن الامور قد علت فوق طاقتك.. أعلم الم قلبك.. وأن الذكرى تفتح جروح لم تندمل بعد..
أعلم ماذا صنع الفراق فى نفسك...
أعلم يا حبيبتى الصغيرة.. أعلم.. أعلم.. وأفهم.. واحترم دموعك..
وأريدك أن تفرغى كل ما فى داخلك من حزن وألم ودموع..
وأنا هنا بجانبك.. أنتظرك.. لا أمل منك..
لا أنساك.. ولا أبتعد..
وأعلم أن من أنتظره.. يجلس بجوارى ينتظرنى..
ينتظرنى وأنا فى حضنه.. حتى أنتهى من افراغ اعماقى بين يديه.
ينتظر ولا يلوم لأنه يعلم قيمة الحب والأحباء..
ينتظرنى لانه يعرفنى.. ولأنه.. يحبنى.
أيتها الصغيرة.. يسوع يعلم ويعرف ويحبك.