وأغمض عينيه وتذكر.. أمه

وأغمض عينيه وتذكر أمه التى سافرت الى السماء.
وتمنى أن تكون قد وجدت فى مكانها الجديد ما يعوضها عن معاناتها على الارض.
فلم يكن فى ما عاشته هنا الكثير من البهجة..
لقد ارهقتها الحياة وأنفقت من نفسها كل شىء لأجله ولأجل أخوته.
كانت أوقات الفرح فى حياتها قليله ككثيرات مثلها.
وعندما تحسنت ظروفها قليلاً... لم تمهلها الأيام الكثير من الوقت لتفرح بما يفرح به الاخرون.
لكنها على كل حال كانت أمينة فى القليل الذى وصلها.
كانت أمينه فيما تعرفه وما تفهمه.. وياليته كان أمينا فيما وصل اليه كأمانتها!!!
وتسائل يا ترى من هم المحظوظون أكثر... من يتمتعون فى هذه الحياة أم من يعانون؟
فقد رأى الكثيرين فى هذه الحياة ممن لا يعانون من الامور الكبيرة. ولكنه أكتشف أنهم عاده لا يدركون الكثير عن أعماق الأنسان.
البعض ليس لديهم ضغوط أو ألتزامات.. لذلك لديهم متسع من الوقت ليفعلوا ما لا يستطيعه الفقراء والبسطاء.
فأحيانا يكون الذهاب للكنيسة والتواجد لأوقات طويله ترفاً لا يملكه البسطاء..
والبعض لديهم أيضاً من الوقت ما يكفى لمراقبه الاخرين ومحاكمتهم وتصنيفهم. وعاده يحتقرون من ليسوا على شبههم.
وتعجب من أحكام الناس على غيرهم.. وهل هذا الاله ساكن السموات مثلهم؟؟؟
هل هو ظالم ولا يهتم لتعب محبة هؤلاء. هل ساكن السماء لا يفهم سوى فى الاصوام والصلوات.
هل لديه أمتحانات فى اللاهوت والعقيدة للمنتقلين؟!
وهل لأمه مكان عند الله رغم أنها لم تقرأ كل تلك الكتب الذى قرأها؟!
يا ترى هل هو الأفضل فى نظر يسوع أم أمه؟؟
كان بصورة ما يعلم أن أمه تسكن عند يسوع.
فقد كان تواجده فى الخدمة والكنيسة على حسابها.
الم تكن هى من تدبر وتعد الطعام وتغسل الثياب وتسهر على رعايته.
كانت تعطيه من حياتها ليحيا هو!!
وفى النهاية يراه الناس متواجد فى الكنيسة ويرونها غائبه.
كان يتواجد لأوقات طويلة فى العبادة والخدمة.. وأما هى فقليلاً ما كانت تتمكن من الذهاب..
وبالطبع لم يكن لها خدمة فى الكنيسة ولا دور بارز.
كان هو فى نظر الناس الخادم وهى الغائبه.
ولكن الناس لا تعلم.. أن الكثيرون قبلوا أن يتواجدوا فى الظل لاجل أن يظهر ويحيا أخرون.
ولم يعتبروا أنهم أبطالاً أو أشخاص فوق العاده.. كانوا يرون فقط أنهم يؤدون دورهم.
ويقدمون الخير لمن أحبوهم!!
ثم أنسحبوا من الحياة فى هدوء عندما ناداهم يسوع.
لكن يسوع وحده يعلم ويرى.. ولا ينسى تعب المحبة.
وبينما هو مغمض العينين رأها تبتسم وقالت له..
أخبر من يهتم بأمر أحبائه المنتقلين.. أن يسوع لديه مقاييس مختلفة للحكم على الأمور.
فأولون يكونون أخرون وأخرون يكونون أولون.
وأن الحب له قيمة عظمى فى عيون يسوع.

 

الكبيرة.. الصغيرة.. الباكية

وعندما يرحل حبيبنا الى السماء..

يترك خلفه عينان صغيرتان باكيتان ، حائرتان ، متسائلتان..

وتشعر النفس أنها صغيرة.. وحيدة.. ومتروكة..

ولايدرك المحيطون هذا...

لا يدرك عمق الم النفس سوى من يحتويها..

Continue reading