حياة: أنا مُرهقة جداً.. مُرهقة أكتر من اللازم.. حتى أصبحت لا أستطيع حمل المزيد.
عابد: ربما لو توقفتى عن حمل ما لايخصك.. لأستطعتى حمل ما هو بالفعل لكى.
تعالى نتفحص سوياً هذه الأثقال التى على ظهرك..
وأبتدأ معها فى فك حزم من الأكياس والشنط كانت مكدسة على ظهرها.. وأخذوا يتفحصونها معاً..
- ما هذا الكيس الأسود.. الصغير جداً.. والثقيل جداً
- هذا أعرفه جيداً.. فهو شعور بالذنب أحمله هنا من صغرى.. لأجل خطأ أقترفته منذ زمن بعيد.
- وماذا فعلتى تجاه الذنب نفسه.
- الذنب نفسه مضى وانتهى.. لم أكن حتى مُخطئة فى شىء.. لكنى لسبب ما لا زلت محتفظة بهذا الثقل الغريب.. وكأنه كنز أخشى القائه بعيداً عنى.
- وما هذا السوط الجلدى؟ يبدو أنه مُتقن الصنع
- نعم.. هذا ضرورياً جداً لمساء كل يوم.. على سريرى أستخدمه.. وأحياناً أقف امام المرأة.. انظر لى.. وليومى.. احاسبنى.. وأجلد نفسى بعض الجلدات اليويمة فأشعر براحة لا أعرف مصدرها؟! ثم يطبق الوجع على صدرى من جديد.
_ وهذه الأكياس الملونة المتعددة؟
- هى مسئوليات أشخاص أخرين
.. لم يقدروا على اتمامها.. أو ربما تكاسلوا أو لم يرغبوا.. فأخذت اتممها نيابة عنهم.. فأعتادوا على الأمر.. ومع الوقت صرت مطالبه بتتميمها
- ولما تستمرين فى فعل هذا رغم ثقله ووجعه.
- لأنه يشعرنى بالتميز والوجود. وأحياناً بالقوة والأفضلية
وهذا الكيس.. وتلك الشنطة و.........
وجدا أنها لديها من الأثقال.. ما يُعيقها عن المشى.
أثقال القيت عليها وقبلتها.. ولا تحتاج سوى أن تتخلى تدريجياً عن بعضها.. لتجد لنفسها مساحة.. حياة.