على مرتفعات الحب، التقى حبيبان، وكان الحب ثالثهما. فتجلى المشهد كله، ببياض ونور كالثلج فى وسط الظلمات. مشهد جلى مُعلن، لم يُبصره أحــد، إلا من عاينوه. مشهد فى لحظة من الزمن، عبرت، لكنها أبدية، مُمتدة! الحب هو المُعلن السرى، الذى يراه كل عابر، ولا يمكننا أن نُخفيه، وفى ذات الوقت، لا يُدرك فعله السرى فى العمق سوى مُختبِروه. على مرتفعات الحب، تُنشَد أ...
كانت عيناها تشعان بنور عجيب.. لا تعلم هل هو من نبع نورها الداخلى؟ أم من النور الذى تنتظر أن يأتيها ويُشرق فيها؟ كل ما تعلمه أن عيناها كانتا من ذلك النوع الذى يحمل النور ويحمله النور. كانت تساؤلاتها حقيقية.. عيناها كانتا كمصبحان باحثان عن النور الحقيقى.. وكان بأستطاعة عابد تمييز هذا من الوهلة الأولى. عينان شغوفتان بال حقيقة.. وبالفهم.. تلاقيا ...
بحثت حياة عن عابد فى أخر مكان أفترقا فيه.. فلم تجده.. فتوقعت أنه مُعتكف فى كوخه السرى.. الذى يعرفه الجميع.. فتسلقت الجبل بحثاً عنه هناك.. وكانت رحلة مُضنية بالنسبة لها.. لكنها كانت تحمل تسأولاً مُلحاً ترغب فى إلقائه فى وجهه. وبالفعل بالقرب من أحد مُسطحات هذا الجبل لمحت من بعيد ناراً مُشتعلة أمام أحد الأكواخ.. كان باب الكوخ مُغلقاً وبعض النور يتسرب ...
وبعد حديث طويل بينهما.. ذهبت.. ثم عادت له مرة أخرى بعد قليل وعيناها تنطقان ببريق يعرفه.. فعاجلها بسؤال.. لعلك لم تجدى فى إجاباتي ما يروى ظمأ سؤالك.. فأجابته.. بلى لقد أجبتني... لكنك ألقيتني فى بحر من الأسئله.. فأمسك بيدها برفق وأجلسها.. قائلاً.. إذا لقد بدأتى طريق النور.. فالنور يُجيب أسئلتنا بأسئلة تجذبنا بالأكثر للعمق.. وما السؤال التالى يا ترى؟ ...
حياة: أنا مُرهقة جداً.. مُرهقة أكتر من اللازم.. حتى أصبحت لا أستطيع حمل المزيد. عابد: ربما لو توقفتى عن حمل ما لايخصك.. لأستطعتى حمل ما هو بالفعل لكى.تعالى نتفحص سوياً هذه الأثقال التى على ظهرك.. وأبتدأ معها فى فك حزم من الأكياس والشنط كانت مكدسة على ظهرها.. وأخذوا يتفحصونها معاً.. - ما هذا الكيس الأسود.. الصغير جداً.. والثقيل جداً- هذا...
وتسائلت "حياة" عن طعم الحب.. ماذا يشبه؟ فأجابها.. الحب ياحياة ليس حــلـواً وﻻ مــُــراُ.. له مذاق مميز.. مذاقه الله! فردت عليه ضاحكه.. وهل لله طعم؟! فأبتسم.. وأشار لها لكتاب تحمله فى حضنها.. فى كتابك هذا .. يوجد عاشق.. قال.. ذوقوا.. وانظروا.. ما أطيب الرب... فإن كان يدعونا لنتذوقه.. فلابد انه ذاق!! ولابد أن لله مذاق.. ما أطيبه..!! - إذا ماذا يُـشـب...
وأخذها فى جوله إلى القرية المجاورة ليـُـريها حياة بعض البسطاء... وفى الطريق سألها.. ألم تمَلى.. فقد طال الوقت.. ولم تصلى بعد لمُبتغاكى.. فأجابته.. لا لم أمل بعد.. فأنا أحب ما أفعل.. وسعيده بما أجتاز فيه.. فأبتسم قائلا.. إذا هو الحب مره أخرى ما يحفظ لنا القدرة على الأستمرار.. فأبتسمت فى صمت.. ونظرت أليه.. فرد على سؤال لم تسأله.. نعم نحن لا يمكنا الأ...