أنت يا أماه ســـــرُُ غــَــــامـــضُُ
إن حمل يسوع فى الأحشاء مـُـكلف كحمل أمــرأة بلا رجل فى مجتمع شرقى لجنين!!
ولكنه رغم ذلك مــُـبهـــج للروح..
يوجد فرق بين أن يبهجك الرب.. وأن تبتهج به... أى أن يصير هو نفسه بهجتك.
فلا يمكنك أن تبتهج بالرب أن لم تحمله.
والعذراء قالت.. تبتهج روحى بالله مخلصى.
العذراء الصغيرة التى لما سألت.. كيف يكون هذا..
جائتها الأجابة.. الروح القدس.
وكان ردهــا ليكن لى كقولك..
وكأنها تقول أريده.. ولا أعرف الطريق.. أين هو لأحمله!!
لم تسأل عن التبعات.. لكن كيف يكون لها!!!
فقد كانت تسأل عن الطريق لتسلك فيه... وليس لتدرسه أو لتفكر أو لتهرب منه.
يبدو أنها كانت تنتظره بشوق.. لتحمله..
لذلك لم تستغربه كثيراً عندما رأت حلمها ممكناً.
ولما عرفت الطريق قبلته كما هو..
وجعلت الله يتحمل مسئوليه ثقتها فيه.
أن يعولها.. ويكرمها.. ويسترها فى أعين الناس.. حتى أقرب قريب لها... لأنها قبلته.
من يحمل يسوع لا يستطيع شرح أو تفسير كثير من الأمور لمن حوله... ولا حتى ليدافع عن نفسه.. ويجب عليه أن ينتظر ذلك الساكن فى أحشائه ليدافع عنه بطريقته.... بل فى أغلب الأحيان سينشغل بجنينه عن العالم حوله وعن نفسه.
فالحياة لا يمكن تفسيرها.. خاصة هذه الحياة التى تأتيك بالروح دون معونه رجل.
وإن لاحظوا شيئاً فيك ينمو وسألوك من أين لك هذا.. لن يجدوا أجابة!!
لكن الحياة تشهد عن وجودها بأرتكاض يحدث لجنين فى أحشاء أخرى لسماع صوتها..
فلكل نفس جنين يسكن فيها.. ولا يرتكض الا بحضور يسوع... ومعيته.
إن كان يسوع حاضراً فى أحشاء عذراء..
فسيحدث صوتها وحضورها وكلامها وصمتها فرقاً.
وإن كانت الأجنه ترتكض لقدومك.. فحقــاً يسوع يسكن فيك!!!!
حمل يسوع يعنى أنه سيكبر يومــاً بعد يوم فى داخلك..
ولا تعرف هل هو الذى يأخذ من حياتك.. أم يعطيك من حياته.
وربما تضطر أن تهرب به.. ويأخذك من عالمك إلى حيث لا تدرى لتحافظ عليه.
ثم تبصره جلياً ويبصره الناس.. حيــاً متحركاً يشفى ويصنع معجزات..
ولكن يأتى يوماً ويصير هو نفسه لك كسيف يجوز فى نفسك... عندما يموت أمام عينيك.
ثم يقوم فيك.. مرة أخيرة.. للأبد.. ويبقى معك للأبــد.
الناس تشاهد معجزاته وتستمع لأقواله..
لكن العذراء فقط تعرفه.. تعرف كيف تميزه.. تعرف ملامحه..
تعرف كيف ينمو.. ماذا يحب وماذا يكره.. وماهى أسراره.
تعرف طعامه وشرابه.. تستمع لدقات قلبه وصوت بكائه فى الليل.
وتضحك معه على الزمن الأتى.. وترى فى عينيه رجاء يحييها.
وفى أخر الليل.. ينام فى حضنها.. أو تنام فى حضنه.
إذا أتى يسوع من الخارج سيغادر بعد قليل..
لكن أن حملت به.. بالروح القدس.. وأحتملت عار حمله.. يصبح قطعه منك وأنت قطعه منه.. ولا يغادر أحدكما الأخر.
إن العذراء ســر.. لا ينكشف سوى للعذارى.
والعذارى ليسوا أولئك الذين لم يتزوجــوا...
لكنهم أولئك.. الذين صار يسوع عريسهم... وجنينهم!!