الدود لا يطير

الدود لا يطير... !! كلمة رنت كثيراً داخلها..

فقد كان صراعها لوقت طويل من حياتها.. بين واقعها المؤلم الذى يُخبرها انها مجرد "دودة".. والدود لا يطير!!

وحلمها الداخلى الذى يُخبرها انها فراشة.. خُلقت أساساً لتطير!!

لم يكن ما تحمله مجرد حلم.. او تخيل.. بل هو اشبه بجنين.. ينمو كل يوم.. وتعلم انه حاضر.. وموجود.. وان كانت لا تراه.. ولا تستطيع لمسه بايديها.. لكنها تشعر به يتحرك فى اعماقها.. يمتص من حياتها حياة ينمو بها.. ويمنحها ايضاً حياة.. ورجاء أو سبباً تحيا لاجله وسط ظلمة قبرها!!

لم يكن لدى العدو القدرة ان يقص اجنحتها.. لانه لا يراها.. لكنه كان يعلم انها موجودة بمكان ما.. لذا وجه كل جهوده ليقنعها.. بانها دودة.. بلا اجنحة.. لعلها تقبل.. وتستسلم.. وتموت فى كفنها الحريرى... وكأن هذا الكفن هو اقصى ما يمكنها الوصول اليه!!

كان يعلم ان فى طيرانها نهايته... فطالما هى على الارض سيسهل له التلاعب بها.. اما ان طارت.. فستحكم عليه من عليائها.. ولن يمكنه ان يمسها.. فهو رغم ضخامته.. وقوته... مجرد وحش.. مُقيد بالارض... حيث ربطه حبيبها.. لذا لن يستطيع اللحاق بها!!

اما الحبيب..❤.. فكان يصبر عليها.. حتى تستكمل زمان نضحها.. ويمنحها من صبره.. لتحتمل.. ويناديها كل يوم.. "فراشتى" ..

يخبرها انه بالحقيقة الدود لايطير.. ولكن من قال انها دودة؟! هى فراشته..

كان يناديها بما ستكون عليه... ويحكى لها عن الطيران.. ومتعته.. رغم ان كل مايحيط بها هو اكفان موتها.. يحكى لها عما ستفعل ذات يوم!!

كان يحكى من واقع حياته.. فقد سبق ان كان القبر هو طريقه الذى اصطحبها فيه للسماء..

لذا صدقته... وذات يوم استيقظت.. لتجد نفسها سابحه معه... فى العلى❤

فهو لايكذب... ولا يُخزى من وضع رجاءه فيه.. لانه يسوع❤

هذا ما ندعوه.. الحضن ❤️
وحد قلبى