الشرنقة الحقيقية.. يا أبنتى.. هى مكان حفظ. يبدو كقبر حيث شىء ما يموت لتولد حياة جديدة.. لا أحد يخرج من هنا الا فى أحدى حالتين.. أن يخرج قبل الميعاد.. فيتحول لدودة ميته.. كجنين مشوه.. لم يكتمل نموه.. فصار لا هو دودة ولا فراشة. أو أن يصبر.. ويترك الشرنقة تعمل عملها فيه.. فيخرج كفراشة حية ملونة.. جديدة. تسألين عن الخروج من ههنا.. واسألك لماذا أنتى هنا...
الدود لا يطير... !! كلمة رنت كثيراً داخلها..
فقد كان صراعها لوقت طويل من حياتها.. بين واقعها المؤلم الذى يُخبرها انها مجرد "دودة".. والدود لا يطير!!
وحلمها الداخلى الذى يُخبرها انها فراشة.. خُلقت أساساً لتطير!!
لم يكن ما تحمله مجرد حلم.. او تخيل.. بل هو اشبه بجنين.. ينمو كل يوم.. وتعلم انه حاضر.. وموجود.. وان كانت لا تراه.. ولا تستطيع لمسه بايديها.. لكنها تشعر به يتحرك فى اعماقها.. يمتص من حياتها حياة ينمو بها.. ويمنحها ايضاً حياة.. ورجاء أو سبباً تحيا لاجله وسط ظلمة قبرها!!
لم يكن لدى العدو القدرة ان يقص اجنحتها.. لانه لا يراها.. لكنه كان يعلم انها موجودة بمكان ما.. لذا وجه كل جهوده ليقنعها.. بانها دودة.. بلا اجنحة.. لعلها تقبل.. وتستسلم.. وتموت فى كفنها الحريرى... وكأن هذا الكفن هو اقصى ما يمكنها الوصول اليه!!