الخروج من الشرنقة

الشرنقة الحقيقية.. يا أبنتى.. هى مكان حفظ. يبدو كقبر حيث شىء ما يموت لتولد حياة جديدة..

لا أحد يخرج من هنا الا فى أحدى حالتين..

أن يخرج قبل الميعاد.. فيتحول لدودة ميته.. كجنين مشوه.. لم يكتمل نموه.. فصار لا هو دودة ولا فراشة.

أو أن يصبر.. ويترك الشرنقة تعمل عملها فيه.. فيخرج كفراشة حية ملونة.. جديدة.

تسألين عن الخروج من ههنا.. واسألك لماذا أنتى هنا فى الشرنقة؟

هل لازلتى بحاجة لها .. بحاجة الى مزيد من النضج لتتغيرى..

أم أنكى نضجتى.. وبقائك فى الداخل هو بدافع الخوف من العالم الخارجى.

فالبعض يحلو له البقاء فى شرنقته.. ولا يغادرها رغم انه قد صار له أجنحة..

ولكى يمكنك الحكم.. أنظرى فى مرآتك.. لتعرفى من أنتى.. وماذا صرتى؟!

هل لازلتى نفس الشخص الذى دخل الشرنقة؟ أم تغيرتى على مدار الأعوام؟
هل ما يُعطل خروجك.. هو أنتى.. شيئاً ما فى نفسك.. أم أنه لم يحن ميعادك بعد؟!


أسألى نفسك سؤال أخر: من صنع لك هذه الشرنقة ووضعك فيها؟
توجد شرنقة ندخلها كأحد مراحل النمو الطبيعى لنا تنقلنا من مرحلة لمرحلة.. من نضج لنضج ومن حالة لحالة.. هذه تنتج حياة.
وتوجد شرنقة من صنع العالم المحيط بنا.. هى اشبه بقيد أو قفص لعصفور.. ليست مكان احتضان او نمو.. بل مكان تفقدين فيه أجنحتك.. ويتعذر عليكى الطيران.. هذه تنتج موت..

إذاً يا ابنتى احكمى على نفسك.. وعلى شرنقتك.. لتعرفى هل حان وقت الخروج ام لا.

من أى شىء صًنعت جدران شرنقتك؟ مالذى يُحيط بك هذه الفترة؟
هل صُنعت شرنقتك بمهارة.. من الحرير الناعم.. الذى يحتوى ويحتضن.. ثم يكون فيه نفع لكل من حولك.
أم أن  جدرانها مصنوعه من الخوف والحزن والأسى وصغر النفس.. ولا تصدر لك ولمن حولك سوى.. الضيق والوجع؟

إن كانت شرنقتك غير حقيقة.. سجن وهمى.. يجب أن تغادريها.. ولكن على مهل.. لأنه لن يسمح لك من صنع هذا السجن بالخروج بسهولة.
يجب أن تستخدمى ما لديك من القوة.. فى هدم جدرانها.. فانتى تستطيعى هذا.. وذلك ليس مكانك.
وان كانت حقيقة.. وبقائك فيها بدافع الخوف.. حينئذ ستحتاجين الى أن تتشجعى قليلاً قليلاً.. لتحاولى الخروج.. غامرى قليلاً قدر استطاعتك.. ويمكنك ان تستدعى الفراشات الأخرى لتساعدك.

أما ان كانت حقيقية ولم يحن وقت الخروج.. فيجب حينئذ ان تتعلمى كيف تجعلى وقتك داخل الشرنقة فعالاً..
احيانا نحتاج ان نتنازل عن اشياء لنسرع عمليه نمونا او بالحرى لنجعلها تسير بمعدلها الطبيعى.

الشرنقة الحقيقية.. ستنفتح لكى من تلقاء نفسها كلما نضجتى لتُعطيك مساحة حياة.. اما السجن فسيخنقك كلما نضجتى.

وفى كل الأحوال تحسسى أجنحتك.. متى وجدتيها قد نبتت.. وصارت قوية.. جربى ان تستخدميها. لا تخافى من الطيران فأنتى له وهو لكى.
ومن أراد أن يكبر.. ويصير رجلاً.. يجب أن يُبطل ويوقف.. ما للطفل!!

فأفضل الطرق لمغادرة الشرنقة.. هو أن تُجربى استخدام اجنحتك الجديدة..

ربما تتفاجئى انك صرتى قادرة على الطيران.. ولكنك لم تكتشفى ذلك بعد!!

دمتى حرة.. وقوية.. ومُحلقة...


خطوة واحدة
Let It Go..