By mishosayedadmin on الأربعاء، 22 آب/أغسطس 2018
Category: بوستات

الوقوع فى حضن

الوقوع فى حضن..

وكأنك تترك نفسك لتسقط من علو.. ترتمى ليتلقاك أخر.

تسقط من تلك الصورة العملاقة القوية التى رسمها لك الناس.. إلى هيئة أخرى مختلفة تماماً...

تقبل أن تكون مسكيناً.. يحتاج من يحمله!!

تلك الصورة التى تبدو رائعة.. صورة ذلك الجبار الضخم.. الذى لا يُخطىء.. والذى يستند الكل عليه.. ويحمل كثيرين.. ولكنها نصف الحقيقة!!

تسقط منها وتتركها خلفك.. تتركها لهم.. فلا يعجبهم.. ولا يقبلون سواها.. تتركها وتذهب لأخر يُسر بأن تكون كما أنت بين يديه!!

تسقط وأنت تعلم أن هناك يدان سيحتويانك.. ولن يخذلانك.. لن يتركانك لتسقط.. ولن يحتقرا حقيقتك..

فالحضن هو أحتواء الحقيقة التى لا يرغب كثيرون فى رؤيتها!!

والحضن هو التقاط أنسان أثناء سقوطه.. وأنقاذه قبل أن يُطرح أرضاً!

فكل جبار تراه.. هو أيضاً أنسان هش.. ربما يتهاوى بينه وبين نفسه.. وينتظر حضناً.. يقبل به فى تهاويه.. ويُعيد ضم أجزائه.

لا يحتاج الحضن لجبار أخر ليحملنا.. فالضعفاء قادرون على حمل بعضهم بعضاً.. فلا تعجب أن يكون خلف كل جبار قوى.. كائن أخر ضعيف.. يحمله ويحتويه فى الخفاء.

ويُسر بالوجود فى الظل... ربما هو يبدو فقيراً.. ولا يملك سوى ذلك الحضن!!

الذى يُحيى كثيرون.. فى الخفاء!!

فالحضن هو تركيز الأهتمام فى واحد.. ومن ينشغل بالأضواء وهتاف المعجبين لا يستطيع أن يكون حضناً.

نعلم أن الوقوع بين يدى الرب.. فى حضنه.. خير من الوقوع فى أحضان الناس..

وربما نستخدم هذا لنبرر خوفنا من الأخر.. لكن يوجد أيضاً أُناس يشبهون الههم..

والوقوع فى حضنهم.. كالوقوع فى حضن الرب!!