لم تكن بركة أدم هى بركتنا الأولى!!
البركة التى لنا فى الأبن قبل تأسيس العالم هى أصل القصة..
وهى شهوة قلب الآب تجاهنا.. لذا كل ما فعله أدم وأبنائه الذين هم نحن.. لا يُبطل تلك البركة االأولى.. فبركتنا الأولى فى الأبن وليست فى أدم!!
و مسرة مشيئة الآب تجاهنا منذ الأزل أن ننتمى للأبن وليس لأدم!!
لذا فهو يخلعنا من كل ما لأدم.. ويربطنا بكل ما للمسيح!!
نحتاج أن نرى الصورة كاملة حتى نفهم مقاصد الآب تجاهنا.. فالـفـداء جزء من قصة كبيرة أزلية أبدية اسمها "الخلاص".
يختص الفداء بعمل الرب يسوع على الصليب.. عندما بذل نفسه فدية عن كثيرين.. عن الجميع.. ودخل إلى الأقداس.. مرة واحدة.. نعم مرة واحدة كافية.. فوجد لنا فداءً أبدياً!!
أما تدبير الخلاص فيختص بكل عمله تجاه البشرية.. بتجسده وحياته على الارض.. بصليبه وقيامته.. ومجيئه الثانى.. بوجوده الدائم عن يمين أبيه لأجلنا.. لذا مكتوب أننا نخلص.. بحياته!!
بل ربما تبدأ قصة وتدبير خلاصنا قبل هذا كله.. عندما باركنا الآب فى الأبن وأختارنا فيه قبل تأسيس العالم!!
ثم خلقنا بالكلمة.. وأعاد خلقنا فيه بتجسده!!
فصار المسيح لنا.. حكمة.. وبر.. وقداسة.. وفداء!!
المسيح أفتدانا من الموت.. من لعنة الناموس.. لكن الأهم.. أنه صار أيضاً.. حيــاتــنــا!!
لذا لا يُمكننا أن نأخذ من المسيح هذا الفداء فقط.. ولا نقتنى حياته.. لا يُمكننا ان نسعى لننال غفران خطايانا.. ونكتفى بهذا.. فالقصة لا تخص الموت ولا الخطية.. بل هدفها من البداية أن ننال الحياة الجديدة والطبيعة الجديدة فى الأبن.
وعندما يأتى لنا.. أو نذهب اليه.. نخلع خيمة الجسد هذه.. ونُنهى حلقة أخرى فى تدبير خلاصنا.. نراه كما هو.. فنصير مثله.. كما أراد الآب منذ الأزل.