راعى الدعوة

ولكى يا عذراء صهيون.. يُدبر الرب نجاراً.. إسمه يوسف!!

يوسف المُدبر.. الذى يرعى مسيرة دعوتك الخاصة جداً.. وبه يُتمَّم الوعد!!

لم يرد ذكره فى وعد ميلادك العذراوى.. ولم يُخبرك عنه الملاك.. لكن الرب يعلم الأحتياج اليه، وفى الوقت المُعين.. يُحضره.. ليُشارك فى تتميم كلمته.

فكل فُلك نجاة، يحتاج نجار ماهر.. ليُشارك فى صنعه!!

ولكل عذراء حاملة للمسيح.. يوجد يوسف يحملها هى سراً.. قد تعرفه هى أو لا تعرفه.. بل ربما حتى لا تلقاه أبداً.. لكنه على كل حال، حاضراً دوماً لأجلها... ولأجل دعوتها التى حبلت يها!!

يقف فى الظل... بعيداً عن أضواء مركز المشهد.. لانها، وابنها، وضيوفهم، هم نجوم مشهد الميلاد السماوى.

اما هو فلا تعنيه الاضواء... ولكن يعنيه ان يخدم سر التجسد فى عذرائه.. ويبقى دوره سراً... فحتى إن لمحته فى خلفية المشهد.. لن تُدرك ماذا يفعل.. أو ما سبب وجوده؟!

هو أفضل من يُنسب إليه المولود، لأنه يعلم فى أعماقه، أن لا شىء يخصه.. ولا شىء يمكن أن يُنسب له، وأن الكل من الآب وله وبه. هو أحد أصدقاء العريس.. الذى يعلم أن من له العروس فهو العريس!!

هو راعى الدعوة السرى.. يُرافقها فى حمل من تحمل.. ويعانى معها عبء سر دعوتها.. يقع معها تحت ثقل سرها... ويعانى جداً من دعوتها.. حتى لدرجة أن يُفكر فى الهروب.. لكن الرب الداعى يُلزمه بالبقاء.. ويربط دعوتهما معاً.. فيبقى!!

يرعاها.. ويهرب معها من وجه الشر.. فى رحلة لا تخصه!!

ويعود بجنين دعوتها سليما.. شاباً.. وبه يُنجى الرب دعوتها.. من الاختطاف.. وفى الوقت المعين.. يرحل.. تاركاً المشهد بأكمله.. للملك.. يسوع.

البعض دعوتهم هى رعاية دعوات الأخرين.

كالأرملة الفقيرة... التى تعول الأنبياء.. ولا يُمكنك أن تحيا هذا إن كنت لا تؤمن بــ..... الكنيسة.. و الجسد الواحد!!

ليس لهم حلم خاص.. إذ أن حلمهم.. يتحقق فى تحقيق أحلام الأخوة.

فإن كنت يوسف.. فالتزم بعذرائك حتى النهاية.. فكل المشهد.. وكل القصة.. وكل الدعوات لا تدور حول ظهورنا أو نجوميتنا..

بل حول بُنيان الفلك.. وميلاد يسوع الملك

الكلمة يُخبرك من أنتِ
قصة حبنا