رسالة (8)
يا ابني.. تعال إلي.. لإرسم بروحي ملامح وجه أبني المحبوب في قسمات وجهك.. وأضع تفاصيل سيرته في مسيرتك..
فلهذا خلقتك.. وجبلتك.. وهذا هو معنى.. رجوعك الحقيقي.. والحياة.
من كورة بُعدك.. دعوتك.. ومن بعيد اجتذبتك.. نحو حضن القبول الدائم.. والحب الذي لا ينتهي.. لا تخف.. أبدًا.. فأنت لي.🤗
لايُحضرك للحضن، إلا جذب الحضن. ثق فقط في قوة جذب محبتي.
يا من تُهت داخل بيتي.. وغاب عن عيونك مُلاقاة عيناي.. فخرجت مبتعدًا لكورتك، أو بقيت خادمًا. لا فرق.. فقد تُهت.. عندما تاهت عيناك.
ها أنذا اناديك.. لتلتفت إلي.. أنظر هنا.. فهذا هو باب الخلاص.
سراج جسدك هو العيون.. عين شاخصة نحو النور.. فتمتليء نورًا.💥
إن شحت بوجهك بعيدًا.. فهذا هو الضلال.. حتى إن بقيت في البيت. تتلوث عيونك عندما لا تراني، تتلوث من مشاهدة الظلمة والتحديق فيها.. فتتسرب إليك. ومن امتلأ بالظلمة يُصدقها. ويكرز عني.. بظلمته.
ليس ما ترى هو الحقيقة.. بل ما لا ترى... وانت لا ترى.. بما يكفي!
عيون الظلمة، لا ترى إلا الظلمة، والتيه، والخوف. فتظن انها الحقيقة.
رأى جيحزي قوات الظلمة تحاوطه. لأنه كان معميًا.. يحتاج ان تنفتح عيناه فيرى مركبات النور التي يسكن بينها. كمُعلمه المفتوح العين، فلا يكفي ان يكون اليشع نبيك ومُعلمك.. انت نفسك تحتاج عيون النور💥
النبي.. هو أيضًا رائي.. يرى ما لا تراه عيون الأخرين.. يرى في الروح.. ويري بالروح.. حتى وإن سكت. فلا يهم أن يتكلم بل أن.. يرى.. ويسمع. هات عيونك.. اذنك.. وحواسك.. لأمسحها واقدسها بسكيب زيت روحي.. لتراني وتسمعني وتتلامس معي.. كأنبيائك.. ومعلميك.
فمن طلبت منه كلمات عني، يُصلي لأجلك، لتسمع وترى بنفسك كي لاتبقى تابعًا.
يُريدك مثله.. وأعظم منه، فليس رجاؤنا أن تعود كأجير أو كضيف. بل كأمير. ملك وكاهن ونبي، كيسوع. رجاؤنا نحوك عظيم❤️
هات قلبك.. لأختنه.. بسكين روح الحب.. فينفطم من تلقاء نفسه عن المحبات الغريبة.. ويتعلم كيف يتشارك حبنا في دائرة محبة الثالوث.
هات لسانك.. الصامت.. لأضع فيه كلمات لسان روحي.. فتحدثني.. وتحدثهم.. لا من فمك.. بل من قلب الثالوث. بكلمات النور💥
صدق روحي.. ولاتخف.. فلم اخدعك.. ولن اخدعك.. فأنت ابني❤️
#رسائل_نسر رسالة (٨) #العين