قلب مخلوع

ومرة أخرى.. جلس ناظراً لقلبه المخلوع الدامى.. يقطر دماً بين يداه!!!

خلعه بنفسه؟ أم أهداه لأحدهم فألقاه فى وجهه؟ لا فرق

لن يفيد الأن فى شىء إجابة أسئلة مثل : كيف.. أو لماذا.. أو من كان السبب.
فالنتيجة الحالية هى أننا لدينا قلب دامى أنخلع من مكانه ولا نعرف كيف نعيده؟
بل ربما حتى لا يرغب صاحبه أن يُعيده الى داخله!!

لا نعرف هل لازال هذا القلب ينبض أم صار من الأموات

وصاحب هذا القلب يجلس بين اليقظة والحلم.. بين الموت والحياة.. بين الحقيقة والوهم..
لا يعلم تحديداً أين هو

فاقد لأتزانه.. ولأتجاهاته.. فبالأمس وأول أمس كان يعلم أين يذهب.
كان يُخطط.. ويحلم.. وها هو فجأة وقد انهارت كل خططه وأحلامه

يقف كطفل عاجز فى منتصف الطريق بين رصيفين.
لا يستطيع عبور الشارع للجهة الأخرى ولا يستطيع أن يرجع لرصيف امضى عليه بعض الوقت

تملئه مشاعر الخوف.. والانزعاج.. والخذلان
لذلك لا تعجب ان وجدته وقد صار غير راغب فى استكمال الحياة

فقد افقده ذلك الخذلان توازنه.
وها قد رحل من كان يعطى لحياته العبثية.. بعض المعنى

من كان ينتظر رسائله بلهفه.. من كان يتشارك معه تفاصيل يومه..
من شاركه ذكريات الأمس .. وحلم معه بالغد..

تركه الى الفراغ.. كأم هذا الطفل التى تركت يداه فى منتصف الطريق
ولسبب ما لم يعد باستطاعتها استكمال الطريق معه

سيقول أصحاب علوم النفس.. انها كانت علاقة اعتمادية ولذلك انكسر قلبه
اما رجال الدين فسيقولون.. انه انشغل عن الهه بأخر فانتزعه الرب منه
وأخرون سيخففون من هول الامر.. ويقولون له هى مسألة وقت..

سيقولون ويقولون ويقولون
ولكن لا احد منهم يرغب ان يستمع لما يقوله قلبه المخلوع
سيحللون الموقف ويحللونه.. لكن تُرى هل هناك من سيحتضنه؟

أما هو.. هل سيعبر هذه المحنة؟
نعم.. سيعبر الموقف.. بالتأكيد سيعبره كما عبر سابقه.. فليست هذه أول مرة..
سيعبر بالهروب.. بالمواجهة.. بالانغماس فى النوم أو الاكل او التليفزيون
بالوحده والانعزال او بالصخب.. بالشىء وضده..
كل شىء ينتهى.. ويمر.. ويخفت.. بعد وقت.. مهما طال الوقت.

لكن كل مرة تصنع فيه فرقاً.. فى كل مرة يضع حول قلبه سياجاً جديداً ليحميه
ولعله فى مرة يمنعه من النبض مع الأخرين مرة أخرى..

فى كل مرة يفقد ايمانه بوجود الحب الحقيقى والاحباء.. 
واحياناً يفقد ايمانه بنفسه.. وبالحق وبالحقيقة..
كل مرة تترك علامة.. لا يراها ويلحظها سواه..
هو يعلم انه يعود.. يعود إلى العالم ولا يلحظ أحد شيئاً..
ويعلم أيضاً أنه لا يعود ابداً كما كان!!


أجزاء تتساقط من كيانه فى كل مرة.. وأجزاء أخرى جديدة تبنى بدلاً منها.. وتستمر الحياة
كل شىء يبدو بلا معنى.. ولكنه موقن من وجود الهدف والمعنى..

ففى كل مرة ينظر للمرأة يجد نفسه وقد نضج وأختلف..
لكن ربما كنا نفضل حياة أقل نُضجاً.. وأقل ألماً.. وكسراً

لكن يا صديقى المتألم.. هذه هى الحياة!!
نعم.. هذه هى حياة من أختار أن يُحب..

فهنيئاً لك قلبك المجروح المنخلع..
هنيئاً لك جراح الحب الشافية.

فعل كل حال إعلم أن الحب يستحق

Love is worth.. everything we pay
مش كنت بتقول
I want to spend my life time Loving You
كمل بقى أغنيتك للأخر.. نعم يا صديقى الحب يستحق

وأنا أعلم أنك ستحب من جديد..
فهذا القلب مخلوق للحب وللحياة
فلا تندم أنك أحببت.. وسيشفى قلبك وينبض من جديد


كيف تصنع ملحـد صغير
المُنتحـِـرون.. الأحيــاء