كلمات.. النذير
على النذير (من سلم وعاش حياته بالكامل للرب) أن يُحسن إستخدام لسانه وكلماته.. مع الرب ومع الناس.. لأنها محسوبة.. ومعدودة عليه.. كما قيل: لاَ تَسْتَعْجِلْ فَمَكَ وَلاَ يُسْرِعْ قَلْبُكَ إِلَى نُطْقِ كَلاَمٍ قُدَّامَ اللهِ (جا 5 : 2) وَتَجْزِمُ أَمْرًا فَيُثَبَّتُ لَكَ(أي 22: 28) أَنْ لاَ تَنْذُرُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَنْذُرَ وَلاَ تَفِيَ. ( جا 5 : 5 ) لاَ تَدَعْ فَمَكَ يَجْعَلُ جَسَدَكَ يُخْطِئُ، وَلاَ تَقُلْ قُدَّامَ الْمَلاَكِ: «إِنَّهُ سَهْوٌ». لِمَاذَا يَغْضَبُ اللهُ عَلَى قَوْلِكَ، وَيُفْسِدُ عَمَلَ يَدَيْكَ؟ (جا 5 :6)
لا أقصد هنا أن صلواته مُستجابة دائماً.. فهذا أمر يتدخل فيه تفاصيل أخرى.
ولكن أقصد أمراً أخر.. أن كلماته مُلزمة.. وتُنفذ!!
تُنفذ عليه هو أولاً.. فإذا وعد أو تعهد بشىء.. فلابد أن يفعله.. أو يتوب عنه.
وإن قال أمام الرب لن أفعل كذا.. وفعله.. يصير هذا خطية بالنسبة له.. تُعطل مسيرته.. وتستلزم أن يركع ويتوب قبل أن يُكمل باقى حياته.. حتى لو كان الأمر فى حد ذاته لا يُعد خطية لباقى البشر.
مثلاً.. شرب الخمر وحلاقة الشعر ليسا خطية لكل البشر.. هذا أمر عادى.. لكنه بالنسبة لشمشون النذير يُعد خطية.. تفقده قوته.
النذير يضع الحدود لنفسه.. بكلماته.. وأحياناً دون أن يدرى. أى يُضيف لنفسه حدوداً زائدة عن حدود الشريعة التى يعيشها باقى البشر.. وكسر هذه الحدود يُعد خطية.. فإن وضع لنفسه حداً.. وتعهداً.. أنه لن يشرب الماء.. يصير شرب الماء خطية... له هو!! يصير كأنه قيد وإلزام يجب أن يُفك منه قبل أن يعاود شرب الماء ثانية.
وكآن كلماته عبارة عن مفاتيح.. تحل وتربط أموراً.. فى الروح.. ويحدث هذا فى مواقع السلطان التى أأتمنه الرب عليها.. ولكنه يحدث أولاً بصورة أتوماتيك فى حياته الشخصية.. لأنها من مناطق سلطته!!
هذه الكلمات صعبة الفهم.. وليست لكل أحد. لكنها محاولة لشرح لماذا تتعطل حياة البعض دون أن يدركوا.. العطلة أتت من فمك أيها النذير.. فغالباً قد ربطت نفسك بنفسك.. دون أن تدرى.