رسالة لإبراهيم.. المــُــنــتــَــظر.

لما أنتظرتنى كل هذا الوقت يا إبراهيم؟

لثقتك فىََّ؟ أم لأحتياجك الشديد لما وعدتك به؟

هل تنتظر لأنه ليس لديك شىء أخر تفعله؟

أو ربما فكرت أنها مغامرة ربما تربح منها ولن تخسر لأجلها شىء؟

هل تنتظرنى أنا؟ أم تنتظر تنفيذ الوعد؟

هل لازال الوعد يعنى لك شيئاً ما؟

هل تدرك معنى هذا الوعد.. وأعماقه؟

لم أعدك لمجرد تسديد أحتياجك.. فكما ترى أنا أُسدد أحتياجات كثيرة من حولك أسرع من هذا.. وتسديد الأحتياج لا يتطلب وعداً خاصاً.. فأى أب هذا الذى يحتاج أن يؤكد أنه سيطعم أبنائه.. بوعــد!!

لقد وعدتك لتشترك معى فى عمل عظيم.. فهل تعى هذا؟ وهل تقبل؟

الوعد لا يخصك.. ولم أعط لشخص وعداً بأمر يخصه.. كما يتخيل الكثيرون.. كل الوعود تخص الملكوت.. والشعب.. جسدى الذى هو الكنيسة.. هل أنت فاهم لهذا؟

هل تعى أنك جزء من صورة وخطة عظيمة؟

وأن ألامك.. ومعاناتك.. صبرك وإيمانك.. مخاوفك.. كذبك.. سقطاتك.. هى الحبر الذى يُكتب به كتاب الحياة؟! كتاب سيقرؤه الكثيرون.. ويتشددوا!!

هل تدرك أن قصتك.. ليست قصتك وحدك.. هى قصة الحياة؟

قلت لك يوماً.. أخرج من خيمتك لتعد النجوم.. يومها قصدت أن أشجعك.. وأطمئنك.. وكنت أيضاً أحاول أن أوسع رؤيتك.. أن أُريك الكون الذى أنت جزء منه.. أن أريك حلمك كجزء من حلم أوسع.. فهل فهمت؟

أنا أعلم أن الأنتظار أدخلك للضباب.. ضباب نفسك المحتاجة.. حيث لا ترى سوى نفسك.. والأحتياج.. والوقت الذى تأخر.. والصمت.. وعدم حدوث شىء..

ولن يُخرجك من الضباب سوى أن تنسى الوعد!!

نعم تنساه بكل ما يحمل لك من أنحصار فى نفسك وأحتياجك.. وتتذكر.. ما وراء الوعد.. وما يعنيه.. أن تتذكر من أنت بالنسبة لى.. لماذا دعوتك.. لماذا وعدتك.. لماذا جعلتك تنتظر.

لا تنساه بمعنى أن تفقد الأمل فى تحقيقه.. فطالما وعدتك بأسحق.. فلابد أن يأتى أسحق.. لكن لا تجعل الوعد يُنسيك من أعطاك الوعد!!

يا أبراهيم.. أنا معك فى الضباب.. ولا ترانى.. أنا معك.. أعمل فيك.. لأجلك.. ولأجل تلك الصورة العظمى... الوعد يتحقق فى لحظة.. أما قصتنا معاً.. فهى قصة العمر كله!!

الوعد كان لأجل أن نكون معاً.. والغربة كانت إخلاءاً من الكل.. لنتحد..

فما رأيك.. هل حقاً نحن معاً.. أم أن ما وعدتك به.. وما أعطيتك.. شغلك.. حتى نسيتنى؟!

يا ................. أنت حبيبى.. صديقى.. شريكى.. خليلى.. وإن نسيت هذا.. ولا عدت تذكر سوى الوعد.. فأنا لا أنسى.. وإن فقدت أهتمامك بعلاقتنا.. فأنا أهتم.. ولا أتنازل عن أن تكون كلك بجملتك لى.. فأنت.. محبوبى ❤

وهذا هو قصدى.. من الوعد والغياب والتمهل والتشجيع والحضور وكل شىء.. قصدى الوحيد أن نكون.. واحداً.. فــــ... أنت لى ❤

آنين
كلمات.. النذير