وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي

وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي.

قالها فى نهاية رحله.. بعد معاناة طويلة.. وكان طريقه إلى هذا.. هو الألم!!

ألم الجسد.. ألم الفقد.. ألم الحيرة والتساؤلات.. ألم الرفض.. ألم الوحدة.. الألم..

ذلك المعلم الذى يرفضه كثيرون.. والمُمتحن الذى يفحص حقيقة أعماقنا.. وحقيقة ما نُعلم به ونتحدث عنه.

الألم.. أداة التشكيل الأولى.. والأكثر فاعلية.. التى تقدست بألام الأبن المحبوب.. فصارت أحد أدوات الثالوث لطبع صورة الأبن فينا!!

الألم يكشفنا.. يكشف مدى عمق محبتنا.. وقداستنا.. فالبعض قد يفعل أى شىء أو يتنازل عن كل شىء ليهرب من الامه.. حتى ولو وصل الأمر لتزييف الحق!!

الألم.. يكشف مدى ثباتنا وثقتنا فى ذاك الذى نتبعه.. هل نُصدقه حقا؟!

هل نتقيه مجاناً أم لأنه يُشبعنا ويحيطنا بسياج ويحمينا؟!

الألم.. يكشف أيضاً حقيقة أولئك المحيطون بنا.. كيف سيتصرفون وقت المنا؟! ماذا يقولون؟! الى متى سيبقون بجوارنا؟! ومن منهم سيهرب أو يتخلى عنا؟! كيف ينظرون الينا؟! ونتعجب ان بعضهم سيقولون هذا جزاء ما فعلت فى حياتك ايها المتألم!!

الألم.. يكششف حقيقة المعلمين!! فبينما ينادى بعض المعلمين بأن الامنا لا علاقة لألهنا بها لكى يخدروا الناس.. ويربحوا مزيداً من الجمهور حولهم.. نجد يسوع يواجه الجماهير السائرة خلفه بحتمية الترك.. وحمل الصليب كل يوم.. فينصرف عنه معظمهم!!

الألم.. فى حضرة الثالوث.. يحول المعرفة الى أختبار وحياة!!

هل رآه أيوب بالعين فعلاً؟ فكثيرون رأوه باعينهم فى تجسده وبقوا كما هم!!

وكثيرون يقولون الأن أنهم يروه فى رؤى وتجليات.. ولكنهم لا زالوا كما هم!!

أم تراه يقصد أنه أختبر ما سمع عنه.. وانتقل الى بعد جديد.. وعمق جديد فيه.؟!

لقد تــــــــــــغــــــــــــيـــــــــــــر وهذا أهم ما فى الأمر!!

فإن كنا لا نتغير.. فنحن لا نراه بالحقيقة.. إنما نرى طيف أو أوهام!!

أو ربما نحن نراه.. لكننا ارتضينا أن نبقى فى مرحلة طفولة الرؤى والأعلانات التى نظنها نضجاً!!

أما الناضجين فلهم طعام قوى.. لابد ان يكون الألم أحد مكوناته.. وهكذا نتحول.. ونصير.. رجالاً!!

نحن لا نأخذ من صورة الرب سوى ما نقبل أن نجوز فيه!!

يا صديقى ليست العبرة بكم رايت الرب.. لكن بكم راينا الرب فيك.. فهذا وحده ما يُعلن صدق أختبارك.. وعمق حياتك.. أن نرى فيك يسوع!!

 

لكن ماذا لو كنا نحن سبب الضيق للأخر؟
ويحملك الروح بأجنحته إلى مواضع راحة