يحكى ان (1)
يُحكى أن..
فى أحد الجــُـزر البعيدة عن أرضنا، فى وحدة صامتة.. وخلاء شاسع..
كانت تعيش هناك.. انســانـــه.
كان البشر الذين حولها ينادونها بمُسميات عديدة.. كانوا ينادونها.. كما يرونها!!
أحياناً ينادونها بما يصف جنسها: فتاة.. بنت.. عورة.. طفلة.. عيله.. بت..
وأحياناً ينادونها برؤيتهم لحالتها الأجتماعية: أنسة.. أرملة.. عانس.. لعوب.. متزوجة..
أما فى الشارع كانوا لا يرون فيها سوى جسداً عابراً.. فكانوا ينادونها بأعضاء جسدها!!
وبالنسبة للبعض كان مُسماها هو وظيفتها: دكتوره.. محاسبة.. بياعة خضار.. مهندسة.. موظفة.. طالبة..
سموها بشكل ملابسها وزينتها : مُتبرجة.. مُتحفظة.. مُتحجبة.. مُتعريه..
وأحياناً كان وصفها أنها.............مش ولـــد!!
فى الحقيقة أنها كانت فى الأغلب بالنسبة لكثيرين (حتى فى غير الشارع).. مجرد جسد + أى وصف من هذه الأوصاف.
جسد جميل.. جسد قبيح.. جسد شاحب.. جسد ذابل.. جسد مُـترهل.. جسد مُتناسق.. تخينة.. مسلوعة..
وكثيراً ما تاهت هى بين كل هذه المُسميات.. ولم تعلم من هى؟!
وأحياناً انحصرت –رغماً عنها- فى أحد هذه الأوصاف وتبنته.. كوصف لكامل شخصها وحياتها.
أرهقت جداً.. فقد كانت ترى نفسها.. بعيونهم.
لكن ربما الوصف الأصح لها الذى تُدركه أعماقها..
هو أنها.. أنســـانــــة.
وللقصة بقية..