يحكى ان (2)
هى.. إنسانة... إمرآة..
لم يرى أحد فيها هذا البُعـــد.. وهذا الوصف.. لذا لم يصفها به أحد.. ولم يُنادها بها أحد.
حتى بنو جنسها.. لم يرون فى أنفسهن سوى أنهن نصف المجتمع الذى يُطالب بمساواته وحقوقه كالنصف الثانى، لم يرون أنفسهن ككيان مميز بل نسبن أنفسهن مرة أخرى لكيان أخر..
ومن يضع نفسه فى مقارنة.. يخسر الكثير من قدره!!
وأثناء هذا الصراع والمطالبة بالحقوق فقدت هذا البعد وهذا الوصف.. ونست أنها.. أنسانة.
فى جزيرتها البعيدة كانت تقطن مع ذكرياتها وأفكارها ومبادئها.
فى أعماقها صوت عميق يرن لا تعلم من أين يأتى.. لأنه يأتى من عمقها..
صوت قديم.. كقديم الأيام.. الذى أحبها وصاغها..
صوت أختلط بها.. من يوم صُنعت لأول مرة..
يوم تحفة الرب الأولى.. التى قيل عنها.. هذه.. أمرأة.
المُعينة.. النظير .. الأتية من الجنب المجروح.
ها هى قد نسيت هويتها.. وصارت تهيم على وجهها بحثاً عن معنى وعن وجود..
تُرى هل هذا خطأها.. أم خطأ الأمرىء الذى منه خرجت.. أم خطأ كلاهما..
لعله هو أيضاً تاه عن نفسه فأتاهها معه!!
وصارت العائلة تائهة من خلالهما.وللقصة بقية..