وإلتقطتنى.. يـــد
تسألنى.. لماذا قد أرغب فى الأنتحار.. بينما لا يبدو هذا في القليل الذى تعرفه عنى؟
أجيبك.. أنه يوجد لذلك أسباب كثيرة.. أمور كثيرة فى الحياة قد تدفعك.. لعدم الوجود.
وأنك لا تعرف حقاً ما هو خلف قناعنا.. وقشرتنا الخارجية.. إن لم أسمح لك بالدخول تحت جلدى.. لترانى!!
أحياناً ترغب فى الرحيل.. ولكنك فى نفس الوقت لا تملك القدرة.. أو الشجاعة أن تنتحر.. أن تضع حداً لحياتك بيدك.
أو ربما لأنك لازلت تحمل رغبة ما فى الحياة.. وبصيص من الأمل..
عندها لا يكون لنفسك ثمن غالٍ فى عيناك.. فتُلقى بنفسك فى أقرب هاوية.. تمنحك بعض السكينة.
ذلك الشعور بالسقوط والتهاوى.. إلى الــ لا شىء. يمنحك بعض السكينة الزائفة.
أو ربما تفعل هذا.. كرد فعل شعورك بالذنب.. تجاه نفسك.. التى صارت لاتحتملك.. ولا تحتملها.
أو لأنك تراها.. لاتستحق.. أفضل من هذا.
تسمع من حولك يحذرونك.. هامسين أو صارخين.. يا للهول أنك تسقط.. أحترس..
فتجاوبهم.. أعلم.. أعلم لا تقلقوا!! وتكمل تهاويك!!
تتهاوى فى صمت.. وأنت مُدرك أنك فى الطريق الخاطىء..
ولكنك تكمل التهاوى.. فى انتظار يوم.. ينتهى كل شىء من تلقاء نفسه.. فينتهى المك..
لكن فجأة...
إلتقطتنى يد.. لا أعلم من أين أتت.. ولا لأى سبب منعتنى من السقوط.
يد لم أطلبها.. فلا أذكر أنى طلبت النجاة.. أو رغبت فيها.. لكنها إلتقطتنى فى سقوطى.
كانت صدمة.. وأرتطام.. بهذه اليد..
لكن عجباً أن تنقذك صدمة من الموت!!
أن ترتطم.. فلا تتحطم.. بل تستفيق مما أنت فيه
وكأنك كنت فى سبات.. فى كابوس مظلم.. وفجأة أفقت.
يد تُخبرك.. أنك محبوب.. وأنه لازال هناك من يريد لك الحياة!!
يد تمنحك.. فرصة جديدة للحياة... وأنك لم تُخلق.. لتلك الهاوية.
يد تستطيع أن تنتزعك من كل ما أنت فيه.. وتحررك.. لأنها أعلى من كل يد!!
يا صديقى.. إستسلم لدفء هذه اليد.. فهى قادرة على أنقاذك.. وأحيائك من جديد
أنت غالى.. لذلك تحركت لأجلك هذه اليد.. لتُعيدك الى حيث ينبغى أن تكون.