متى سنرحل؟
لا أعلم يا صديقى.. كيف.. أو متى سنمضى؟ لا أعلم تحديداً كم هو الوقت المتبقى لدينا؟
هل هى ساعات.. أم سنوات.. لا أعلم.
لكنى أعلم يقيناً أننا يوما ما.. سنرحل.. فى ساعة ما..
وإلى أن يأتى هذا الوقت.. وتلك الساعة.. ينبغى أن.. نعمل.
أن نتمم ما بين أيدينا.
ربما يساعدك أن تنظر للحياة كرحلة وليست كسباق.. أو كأمتحان .. رحلة تستمتع فيها..
ثم يأتى الموت.. لا ليخطفك منها.. أو يقضى على أستمتاعك.. بل لينقلك إلى مستوى أخر من نفس الرحلة.
نخاف دوماً أن يأتينا الموت.. أو يأتينا المسيح.. دون أن ننهى ما قد بدأناه.
وياللعجب.. كيف ننظر لمجىء المسيح.. ومجىء الموت.. بنفس النظرة.. المخيفة!!
ربما لأننا نرى فى المسيح.. ناظر المدرسة الذى أعد لنا أمتحاناً.. لم ننهيه بعد.. لذا فحضوره لنا هو نفس حضور ذلك المراقب السخيف.. الذى كان يصرخ فينا فيما مضى.. ضع القلم.. وقتك قد أنتهى!!
كيف تنظر المسيح كل يوم فى صلاتك.. ثم تخشى أن تلقاه فى نهاية رحلتك؟ أم لعلك لا تنظره فى كل يوم.. لذا تخشى هذا اللقاء!!
لا تضيع وقتك هنا.. فى البحث عن متى سيأتى.. فالأكيد أنه يوما ما سيأتى.
بل أستثمر وقتك لتعرف.. من هو ذاك الآتى.. الذى أنت ذاهب له.. فهذا هو كنز الرحلة كلها.
أيها المحبوب.. إذا قررت أن تزرع.. فلا تتسائل عمن سيحصد ما زرعت.. وهل سيمهلك الزمن.. حتى تكون أنت الحاصد.. أم لا.
أنت تزرع للحياة.. وتبنى للخليقة.. وينبغى ان نزرع حتى لو كنا لن نتذوق ثمر ما زرعنا.. فهذه هى المحبة.
لأنه فيما وراء الزمن.. وبعيداً عن ههنا.. عن ما تراه أعيننا وتلمسه أيدينا.. توجد الحياة تنتظرنا.
نفس الحياة التى إن أحسنت تذوقها اليوم.. ستنتقل لها بسلاسة يوم رحليك.
يا صديقى.. ربما لا يكون هناك.. فرق كبير..
بين هنا وهناك..
بين الأن وعند مجيئه..
سوى أن التعامل مع نهر الحياة سيكون أسهل.
قهل أتقنت السير فى مياه الكعبين.. ومياه الحقوين.. حتى تحملك الحياة الى نهرها المتسع الذى لا يُعبر؟!!
لصديقى المتسائل عن موعد مجىء المسيح... إنتظر من تعرفه.. ويعرفك !!
إنتظره.. عــامــلاً.. ساهراً.. فهكذا أوصانا