سراب و أبدي

كل ما هو "غير أبدي".. أي ما لن يستمر معنا بعد انتهاء حياتنا الأرضية، وما لن نُمارسه فيما بعد مجيء المسيح.. وتغيرنا لنصير مثله، لايصلح أن يكون معني أو هدف للحياة، ولايُمكنه أن يمنحنا القيمة التي تشتاق وتجوع لها نفوسنا، أو السبب للوجود والاستمرار في الحياة.

اعتدنا أن نفهم ونقول أنه.. هناك.. لا يوجد بيوت وأموال وعائلات ومناصب وأسماء ومقتنيات.. وكل ما نتصارع لأجله حاليًا هو سراب.

لكن خلي بالك.. أنه لا يوجد هناك أيضًا خدمة.. أو افتقاد.. أو اجتماعات أو ارساليات.. أو كشافة.. ووعظ ومشورة وقيادة وأبوة ومؤتمرات!

هذا أيضًا سراب.. لكن من نوع مختلف

والسراب أيًا كان نوعه، ومسماه، ممكن الرب يطلب منك تتخلى عنه!

ما أنت ممكن تُستعبد لأمور ذات مُسميات روحية زي المُستعبد للعالم! وتكون جاي الكنيسة تحقق اللي معرفتش تحققه في العالم! أمال ليه كنائسنا مليانة صراعات لامتلاك الاشخاص والتعاليم والافكار، وليه مش بنعرف نسيب ونتخلي بسهوله؟ عشان قيمتنا في هذه الاشياء!

كل هذه أشياء مهمة.. وضرورية.. يجب ان نُمارسها ونهتم بها في حدود أنها للاستخدام المؤقت.. في رحلة هذه الحياة.. لكنها.. ليست الحياة!

إن كان هذا هو كل ما لدينا.. فلا عجب أن نشعر بالفراغ واللامعنى.. والتهديد.. كلما فقدنا هذه الأشياء.. أو حتى لمجرد احتمال فقدها!

ولا عجب أن نسعي لملء فراغنا الجائع للمعنى والقيمة، ونحشوه بأي صخب وأي شيء كي لا نواجه هذا الفراغ.

ولا عجب أن تكون الأبدية مبهمة ومملة وغير مفهومة لنا، إن كان عريس الأبدية ليس هو مصدر ومعنى وهدف وقيمة وعنوان حياتنا

نحن هنا.. لنكون له.. على صورته.. لنتحد به.. لنحيا به.. ونصير واحدًا معه.. وهذا هو عمق مقاصد المشيئة الالهية نحونا.

ممكن تكون بتسأله على مشيئته في خدمتك وامور حياتك، لكن.. أين أنت من هذه المشيئة.. الأبدية.. وقصد الثالوث الأزلي تجاهك؟!

عندما يصير الثالوث حياتنا، نفهم كيف يمكن أن يصير هو نفسه أبديتنا، ونجد في ذلك مسرتنا، واشتياقنا.. أن نوجد فقط فيه وبه ومعه

إذ تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ وَتَسْمَعُ لِصَوْتِهِ وَتَلْتَصِقُ بِهِ، لأَنَّهُ هُوَ -> حَيَاتُكَ<- (تث 30: 20). 

"مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيح-> حَيَاتُنَا <- ( واخد بالك مين هو حياتنا) فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ." (كو 3: 4).

ما تبحث عنه.. أعماقي
لو كنتي تعلمين