أبنتى.. بذرة صغيرة تحمل داخل أحشائها جنة مُـتسعة

كل رواية عظيمة بدأت بكلمة.. والجنات تبدأ ببذرة..

هذا الباحث الكبير كانت بدايته سؤال لم يجد أجابته!!

وهكذا أنتى يا أبنتى.. بذرة صغيرة تحمل داخل أحشائها جنة مُـتسعة!!

ورواية لم تتضح سطورها بعد لكنها ستحكى جزئاً من تاريخ الأنسانية!!

الصغار.. المحبوبون.. هم رجاء المستقبل... هم كل الآتى.❤️

والآتى كله فى يداكى الأن.. تصنعين به ما تشائى..

لديك عمر تنفقينه كما شئتى.. وتستثمرينه لتكونى أنتى..

لأنه إذا مضى.. يُصبح ماضى.. لا نستطيع استرجاعه.. ولا يفيد حتى البكاء عليه!!

كل عظيم.. جميل.. عميق.. حقيقى.. كل من أثر فى حياتك.. وترك علامة بارزة.. هو نتاج تراكمات سنوات من الالم والاجتهاد.. الفشل والسقوط.. خيبة الأمل.. الحيرة.. الأحباط والنجاح والقيام كلها أدوات تصنعنا.

وهذه التجاعيد التى تمنحها لنا الطبيعة على وجوهنا والندوب التى تملأ أجسامنا.. هى أوسمة أنتصاراتنا.. هى نتاج صراعنا مع الحياة.. أو صراع الموت مع الحياة فى أعماقنا.. تُعلن أننا لم نقض العمر فى سُبات!!

وأنتى جميلة.. وصغيرة.. لازال وجهك صافياً بلا تجاعيد..

لازال قلبك لا يحمل سوى بعض الندوب القليلة..

فاستعدى.. لأن الحياة ستُجملك.. بطريقتها..

وأقبلى أن تموت البذرة.. بالتمام.. لتحيا الجنة..

وأن تتلون أوراقك البيضاء.. لتُكتب سيرتك!!

لا يُفترض بنا أن نُسلم ملف عمرنا فى النهاية نظيفاً لا يحوى سوى أوراقاً ناصعة البياض!!

ذلك ليس ما تعنيه الحياة!!

ولا أن تمر الأيام بنا فى سلام.. دون مخاطرة أو مغامرة.. مُختبئين من الحياة فى مخاوفنا..

هاربين من تلك الأسئلة التى تخطف نومنا.. وتطاردنا فى أحلامنا!!

أنا أعلم أن تلك الحياة التى تملئك لن تترك يوماً لهذا المصير.. فأطيعيها.. وأتبعيها..

ربما تأخذك الحياة الى وادى ظل الموت.. لكنها دوماً ستكون معك!!❤️

وعندما تلونك الحياة بألوانها الزاهية.. وتجملك بتجاعيدها.. عندما تكبرين..

لا تنسى الصغار.. يا صغيرتى.. ضعى فيهم بذرة الرجاء هذه.. التى سلمتها لك ❤️

 

وباركت طبيعتى فيك
الأيمان بالكنيسة