البعض صعدوا الجبل زحفــاً... وأخرون حملتهم أجنحة النسور بلا جهد.. ووضعتهم على المرتفعات.
الذين زحفوا.. أجهدوا جداً.. واستهلكوا وقتاً طويلا حتى يختبروا بعض تعزيات ما فوق.. تجرحت أعضائهم.. تشككوا.. سقطوا وقاموا.. لكنهم صاروا أكثر خبرة بدروب المسيرة.. عرفوا الطريق جيداً وفهموا الجبل بمتاهاته وشقوقه وفخاخه.
لذا صاروا أكثر قدرة على قيادة أجيال أخرى فى مسيرة صعود الجبل.. صاروا أكثر فهماً.. حكمة.. وتحنناً.. وان كانت تعزياتهم شحيحة.. لكنها ثابتة.. نامية.. وحياتهم ذات أساس قوى يثبت فى الحروب.. فما أدركوه غـُــرس فيهم ولم يتلقنوه من أحد!!
أما هذا الوقت الذى مضى عليهم فى الصعود.. فلم يضيع عبثاً.. فقد غيرهم هم أنفسهم!!
لذا يأتى يوم.. لابد أن الذى صعد بصحبة نـســـر.. تأتيه دعوة.. لينزل من جبال التجلى بصحبة الحمل المذبوح المتألم..