- وكيف تعرف أنه قد أحب الرب؟ - عندما تتبدل.. الأسئلة. عندما يتوقف عن التساؤل عن تفاصيل الطريق، وما حدث، وما قد يحدث.. ويتسائل عن الشخص. عندما يتوقف عن التلفت لما حوله.. وينظر للساكن فيه. من يًحب.. ينشغل.. بالشخص.
ماتخليش أبوك يضطر.. يقولك على حاجة.. مرتين. الأبن المتربى.. بيسمع الكلام من أول مرة. أنت لا تدرى من أى شىء يحاول أن ينقذك. ولا تدرى ماذا يحاول ان يُعطيك. جرب تتعلم بودانك.. مش لازم كل مرة تتعلم بالفقد.. او بأنك تلبس فى الحيط.. وبعيداً عن فكرة المكسب.. والخسارة. اللى بيحب فعلاً.. بيثق.. وبيطيع
أعـِــدك... بأننى لن أبقى معك.. للأبـــد.
أعـِــدك... بأننا سنفترق يوماً..
أعـِــدك... بأنى سأرحل.. أو سترحل.. حتى لو رغبنا فى البقاء.. والألتصاق.
أعـِــدك... بما يُمكننى.. وبما علمتنى آياه الحياة.
أعـِــدك... بما سيحدث.. حتى لا يكذب أحدنا على الأخر.
هذا الدفء الساكن فى عمق العلاقات هو هدية الحب لنا ❤️
فقد كان يعلم أن عالمنا سيكون بارداً.. لذا منحنا الدفء فى وجودنا مع الأخر.
ولكن هل يجازف كل منا فيتحرك نحو الأخر؟!
أم يبقى كلانا فى برودة وحدته.. مُحاطاً بأسئلته المتراكمة.. ما هذا البرد المحيط بى؟؟ وأين انت ايها الإله؟؟ لما تركتنى وحيداً.. لا أحد يتحرك نحوى.. ولا أثير أهتمام أحد؟! هل أنا فعلاً مهم؟ أو أعنى شىء لأحدهم؟!
تآن من الوحدة... وكلما أقترب أحدهم منك.. اسرعت بالهرب والاختباء داخل دوامات نفسك!!
فى رحلة الحب.. سنُسر فى النهاية بما واجهنا من مخاوف.. وحروب.. وتحديات.. رغم انهم مؤلمين فى حينهم.. لاننا سنكتشف انهم كانوا الامتحان الحقيقى لعمق المحبة!!
فأولئك الذين احبوا بصدق.. سيكونوا قادرين على تجاوز تلك الامور .. وعلى المحاربة لاجل محبتهم لك...
نعم نحن يجب ان نحارب اذا كنا... نحب!!
ولن يسقط من غربال هذه التحديات سوى ما كان قشاً.. وليس حباً..
ولا احد يضيع حياته يا ابنتى.. ليبكى قشاً لم يتمسك به..
وبعض ما نظنه أو ما نسميه.. حُباً....
هو مجرد رغبتى الجائعة فى إظهار تفوقى عليك!!
فانا احتملك.. وانا اعطيك.. وانا اضحى لاجلك.. وانا.. وانا.. ربما افعل لك اشياء لا تحتاجها.. او لن تفيدك فى شىء.. لكنى افعلها لاجلى انا.. فانا ارغب فى ان اعيش دور المُضحى.. الذى يقدم الكثير... الحاضر الذى لا يغيب.. والفاهم الذى لديه كل الحلول.. والعارف بك اكثر من نفسك....
افعل لاجلى... وكثيرا ما اضغط عليك... واثقل احمالك... وفى الظاهر يبدو انى احبك وابذل لاجلك!!
اما الحب الحقيقى.. فيهتم فيما للاخر.. ينشغل بالاخر.. يقدم له ما يحتاج فعلاً..
فى البدء كان الحب❤.
الحب المنطوق.. العملى.. الفعال... الذى هو الكلمة.
كان مسكنه فى حضن أبيه... وكنا سُكان العدم!!
كان هو بداية قصتنا.. وطريقها.. وهدفها النهائى.
هو مسرة ابيه.. ولذته.. فهو الابن الوديع.. الطائع.. المُتحد فى المشيئة معه..
ويجب على الحب أن يكون قريباً.. ومُـتاحاً..
حتى لو أُسىء فهمه من البعض.. أو استغلاله..
فالحب يبدأ من جديد.. مع كل أخر جديد.. يُلملم جراحاته.. ويصير أقوى.. ويُحب من جديد!!
لأنه يحمل فى داخله رجائاً..
انه يوماً ما سيصير مفهوماً لأحدهم.
أردت أن أحكى قصة.. عن كل عابـرٍ بحياتى.. فوجدت القصة تحكى عنك أنت..
أيها القائم.. المُقيم دوماً فى حياتى..
فأنت المُستتر خلف كل الوجوه.. والحاضر فى كل لقاء..
ليس فقط لقاءات من ندعوهم أخياراً.. أو تلك اللقاءات المبهجة..
بل بالأكثر تلك اللقاءات المؤلمة.. التى تترك أثراً من شخصك.. ومن حضورك.
تحاول أن تستعفى.. لكن لا يُمكنك الرحيل..
فالحب يُــلـزمك بالبقاء..
لأنه يصنع بك حياة..
لذا يأخذك بعيداً لفترة قصيرة لتستريح..
ثم يُعيدك ليُعلن نفسه من خلالك..
لقد قال لمحبوبته ذات يوم.. لا تلمسينى!!
فقد كان ينبغى أن يكون فيما لأبيه!! ولمستها له كانت ستعطله!!
لم تكن المرة الأولى.. فقد سبق وقالها.. لأمه.. ولمريم المحبوبة.. ولبطرس الصخرة!!
قالها حتى لنفسه.. فى صلواته.. عندما كان يآن فى البستان!!
قال له.. ولنفسه.. لتكن أرادتك أبى.