الدنيا... ريشة فى هــوا.. طايره بغير جناحين.. خفيفة مهما ثقــُـلـت.. تستطيع الطيران.. وأحياناً تهوى مُنهكه للأرض فى أنتظار رحلة للعــُـلا مرة أخرى. ربما يبدو أنها تهيم على وجهها بغير هُــدى.. فأحنا النهارده سوا وبكره مش عارفين هنكون فين.. اليوم معك.. وغداً بدونك.. أيام وحـــده.. ويوم زحام يوماً نقترب حتى أظن أنى لا أستطيع الحياة بدونك.. ويوم أخر تم...
أبنتى..
لا تتركى نفسك تجوعى للدرجه التى تجعلك تقبلين فيها أن تأكلى أى شىء لمجرد ســد جوعك!!
تعلمى كيف تشبعى بما هو موجود لديك.. وبما هو متاح الأن عندك.
أقرأى.. سافرى.. أرقصى.. غنى.. أنجحى.. تمتعى بالحياة.
لا تنتظرى الشبع من أخــر غير مضمون.. ولا معروف موعد مجيئه.
لا تتوقعى أن السعادة تبدأ بحدث معين أو بشخص معين فتؤجلى لأجله... الحياة!!
ولا تظنى فى نفسك نقـصاً ينتظر أخــر يـُـكملــه.. بوجوده أو بما نسميه.. الحب.
الـحــب الحقيقى هو لقــاء الأحياء.. ????
وَأَرَانِي.. نَهْراً صَافِياً... مِنْ مَاءِ حَيَاةٍ... لاَمِعاً... كَبَلُّورٍ.. خَارِجاً مِنْ عَرْشِ اللهِ وَالْحَمَلِ. ( رؤ 22 : 1 )
صافياً.. لامعاً.. من عرش الثالوث.. نهر حياة.
تلك هى العبادة التى بالروح والحق التى تأتى بانهار ماء الحياة الى العابد.. فيمتلىء الحضور بالحياة.
النهر صافى.. فكل ما يخصه صاف.. مغلف بالقداسة.. لامع.. فيه ينظرون انفسهم على حقيقتها فيبتهجون.
حيث يُخبرنا الاب بنفسه عن هويتنا وعن من نحن بالنسبة له.
ولأنه رئيس الحياة.. يهرب من أمامه الموت!!
الحياة حضر.. وهو يدعوك..❤
لعمق حياة.. لنهر حياة.. لبعد جديد الف ذراع من الحياة❤
وعندما يشفى.. لا يعالج المعطوب.. بل يمنح حياة❤
كل رواية عظيمة بدأت بكلمة.. والجنات تبدأ ببذرة..
هذا الباحث الكبير كانت بدايته سؤال لم يجد أجابته!!
وهكذا أنتى يا أبنتى.. بذرة صغيرة تحمل داخل أحشائها جنة مُـتسعة!!
ورواية لم تتضح سطورها بعد لكنها ستحكى جزئاً من تاريخ الأنسانية!!
الصغار.. المحبوبون.. هم رجاء المستقبل... هم كل الآتى.❤️
عند نهر الحياة البلورى.. اللامع.. الصافى.. كان لقائهما.❤
لم يكن احد سواها هناك معه.. كان ينتظرها.. ومن بعيد كانت عينه عليها.. يراقبها.. و يجتذبها الى ذلك اللقاء.
كان كل شىء لامعاً يعكس بهاء وجه المحبوب.. كانت ترى نفسها بصورة جديدة.. رأت نفسها بعيونه.. وراتها فى عيونه.
النهر الهادىء.. الصافى.. ادخلها الى هذه السكينة التى تصمت فيها كافة الاصوات.. حتى صوت اضطراب مشاعرها.. أراء الناس.. رؤيتها عن نفسها.. تساؤلاتها.. الكل صمت امام هذا البهاء الذى اسكنها فيه الملك.
عند نهر الحياة.. توقفت عن صراعها معه.. استسلمت لمحبته.. عندما اكتشفت فجأة ان الحياة ليست صراعاً معه.. وليست صراعاً لاجله.. بل كأس خلاص تقتبله فى هدوء من سكيب جراح يديه... حضن يبدأ فى معية عمانوئيل ولا ينتهى.