الانحصار بالروح

وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ.... مَحْصُورًا ... أَمَامَ الرَّبِّ (1 صم 21: 7)

الإنحصار بالروح.. هي حالة شخص في محضر الرب.. مشغول به تمامًا، لاينشغل بسواه. ولا حتى بنفسه وبطلباته وبمدى استمتاعه في الجلسة فيصبح إناء طيع لعمل الروح والنطق والتشفع من خلاله. سواء بأمور يدركها أو لا يدركها. لمن يعرفهم.. ولمن لا يعرفهم سوى الرب.

وكآنه محاط من حوله بحوائط وسياج تُحاصره.. وتمنعه من النظر للخارج، ومن أن يأتي شيء من الخارج ليُفسد جلسته.

وكآن هناك من يُمسك بوجهه.. ويثبته ليظل شاخصًا نحو الملك.

هذا اختيار شخصي.. ندخله متعمدين.. لا يأتي من تلقاء نفسه.. غالبًا يستثيره فينا الروح... الذي يُحاصرنا.. من خلف ومن قدام.(مز ١٣٩) لكن لابد له من استجابة واعية.. من جهة الإنسان.

القلب المستعد.. قد يدخل إليه فجأة.. بتجاوبه مع جذب الروح.

لكن عادة نحتاج قبل هذا إلى تدريب الحواس والقلب على الانشغال بالرب فقط.. لفترات طويلة. بحصر الذهن والقلب والفكر في يسوع.. في إسمه.. ومناجاته. والتخلي عن كل فكر أخر يحاول الهجوم على الذهن.. كأفكار الندم على ما فات، إدانه الاخوه والحكم عليهم، تخيل وعظ الناس وتعليمهم، تحليل المواقف، الحاجات اللي وراك، المكسب والخسارة.. وأحلام اليقظة و بالطبع الأفكار الشريرة كأفكار النجاسة.

إذا حاولت الانحصار في إسم يسوع.. بصورة جادة. ستهاجمك كل انواع الأفكار.. بشراسة.. مجتمعه او واحد تلو الأخر.. لتشدك نحوها ويطيش ذهنك فيها. زي طفل قاعد يذاكر وحواليه اصوات التليفزيون واصحابه بينادوا عليه يسيب المذاكرة ويروح يلعب. وغالبًا ستجد انك استجبت لواحد منهم.. وتهت معه.. لفترة.. دون ان تدري. وقد تنسى اصلًا إنك كنت بتصلي إسم يسوع. ممكن الصلاة دي نفسها تقع من حياتك خالص. او تفوق.. وتسترد ذهنك لإسم يسوع من جديد.

هذا صعب لأن التخلي عن إغراء الأفكار اصعب من التخلي عن الأشياء.

لماذا كل هذا؟ لأن صلواتنا مملؤة بنا.. بكلماتنا ورغباتنا لنا ولمن حولنا.. محدودة ومقصورة بحواسنا الخمسة.. بما نعرفه.. وبمن نعرفهم.. وبما نتخيل انه الصواب. لانعرف ماذا نُصلي. لذا يُحاصر الروح احدهم.. او يختار الشخص ان يتخلى عن الكل ويسلم نفسه طواعية للروح.. لكي..

يُصلي بك الروح.. بلغة الروح... لأجل الأمور التي تشغل الروح.

A Beautiful Mind
خطف الروح