الطبيب الشافى
أنت تطلب الشفاء.. لكنك لا تعلم أى طريق سيتبعه الطبيب معك لشفائك!
الطبيب دوماً أعلم.. وأدرى.. وربما يفاجئك بطرق ومسالك لم تكن تتخيلها.. أو لم تكن تتوقع أن يأتيك بها شفاء.
فعادة تقف خبراتنا السابقة أمام شفائنا.. فنحن نعلم.. أو نظن أننا نعلم ما نحتاج.
نظن أننا نعلم ما هى علتنا الحقيقية.. وكيف يكون الشفاء منها.. ونذهب للطبيب.. ننتظر منه فقط توقيعه على خطة علاجنا التى وضعناها.
لكن الطبيب الحقيقى الذى لنفوسنا وأجسادنا.. غالباً ما يمزق هذه الخطة.. ويلقيها جانباً.
ويصفى كلماتنا.. ولا يستبقى منها سوى.. أُريد أن أُشفى. ويتعامل على اساس هذا.
بل أحياناً يضطر أن يلقينا الى سبات.. كى لا نعوقه فى معالجتنا.. فنصحو.. ونكتشف اننا تغيرنا.. لا نعرف كيف.
وكأننا كنا مخدرين عندما فعلنا هذا الامر.. او عندما أخذنا تلك الخطوة..
نتسائل من أين أتت الشجاعه لنا.. كيف تجاوزنا هذا الأمر.. كيف فعلنا هذا.. فلا نجد أجابة.
طوبى لمن يدرك سريعاً تعاملات الطبيب الشافية معه.. فيتعاون معه.. بأستسلامه الكامل لطرقه!!
أحيانا لا ينتظر من الطبيب سوى أن نكف عن مقاومته.. ونستسلم ليديه.
وأحياناً يحتاج من فقط أن نقر.. بحالنا وعوزنا.. ومرضنا.
وقليلاً ما ينتظر منا.. فعلاً حقيقياً.. فهو يعلم أن المريض والميت.. ليس بوسعه فعل شىء لنفسه.
لكن عادة ما يكون الصمت أصعب من الكلام.. والأستسلام أصعب من النشاط الزائد...
لذا لا نُشفى.. ليس لأننا لا نفعل ما علينا.. بل ربما لأننا نفعل الكثير.. فى الأتجاه الخاطىء.. لأننا نظن.. أننا نفهم!!
ربما أول خطوات الشفاء أن تصدق.. أنك المريض ولست الطبيب.. وأن الطبيب يفهم ويعلم أفضل منك.
عندئذ ستدهشك طرقه العجيبة.. وستجد العلاج حيث توقعت أن لا علاج.. فهو من يخرج من الجافى حلاوة.
الطبيب الماهر لابد أن يُدهشك.. بعلاجه.. وبطرقه.. وبالنتيجة التى تصير عليها!!
كن معافى