ثبات إبراهيم
كان ثباته مُستمداً من صاحب العهد، مانح الوعد.
كان يعلم أن: الذى من عند الرب.. يثبت!!
فقد تعلم من خبرة هاجر، أن مانح الوعد هو من يُنفذه بطريقته، وأنه لا يحتاج مساعدات خارجية، هذه هى مسئوليته.
لذا لا مشكلة أن نُقدم له أسحق، لا مُشكلة أن يُذبح أو لا يُذبح، فقد اختبر من قبل أنه لا مشكلة فى أن يرحل لوط، أو هاجر، أو اسماعيل، أن ننزل لمصر، أو أن نصعد منها... أو حتى أن نُفسد كل شىء بضعفنا وخوفنا وكذبنا!!
كل هذه الإختبارات التى بدت عشوائية فى وقتها.. كانت ضرورية جدًا.. فقد منحته.. الثبات!!
ليس الثبات فقط أمام الناس، بل الثبات فى الرب!!
وعلمته أنه فى كل الأحوال، صاحب العهد هو من يتكفل بتتميم وعوده، ومن هنا يأتى الثبات من العهد لا من الوعد!
فقد كان بينه وبين صاحبه السماوى عهدًا.. أبدياً.. مُتقناً!!
عهدًا تكفلت السماء بتقديمه دون أن يطلب، ودومًا يأتى العهد من السماء، من ذاك القادر أن يتعهد، الذى أسمه: حافظ العهد.
الوعد يخص أمر أو هبة أو مرحلة من أيام عمر الحياة، أما العهد فيخص علاقتهما بطول الحياة، وما بعد الحياة.
من يصل لهذه المحطة فى العلاقة يُدرك أنه قد يتحقق الوعد أو لا يتحقق.. لا يهم.. فلسان حال قلبه يقول: بينى وبين حبيبى عهد، أنى له وهو لى، وهذا سر ضمانى، وثباتى، وأمانى!!