كل معيشتها
فى خلفية المشهد يقف.. يراقب.. كــــــيــــــف.. وليس.. كــم.. يضع الناس فى الصندوق!!
نعم.. يوجد من يُراقب.. من يُنظر لما تقدم.. من يُدرك قيمته.. وكم يعنى بالنسبة لك.
فلسان.. كانا بالنسبة لأمراة.. هما كل شىء.. كل معيشتها.. كانا ما تتعلق حياتها به.
تركتهما.. ووضعت حياتها فى يد صاحب الصندوق.. وكأنها تُلقى بنفسها من أعلى جبل.. إلى حضنه.. وهى تعلم أنه لن يخزيها.
أمرأة فقيرة نجحت.. فيما فشل فيه الغنى.. فقد تركت كل مالها.. دون حزن
ينتظر الرب أن تضع.. حياتك فى هذا الصندوق!! ليس أقل من هذا!!
لا ينتظر الفتات.. ولا ما يتفضل من الاخرين.. ينتظر ما يساوى حياتك.
أياً كان هذا الشىء الذى تضعه فى الصندوق.. ربما يكون فلسين.. أو ارضك وعشيرتك.. ربما يكون اسحق المحبوب.. ربما يكون قارورة الطيب الأخيرة..
أمرأة أخرى تقدم كل شىء.. دون أن يُطلب منها.. كحنة ام صموئيل.. وساكبة الطيب..
لا تنتظر دوماً أن يطلب منك ما تُقدم.. أحيانا ينتظر الرب أن نفهم ماذا ينبغى أن نُقدم من تلقاء نفوسنا.
أحياناً ينتظر.. أن نكتشف بأنفسنا ما هو غال..وما تتعلق به حياتنا.. ونقدمه اليه لانه.. الأغلى... ليس لأنه القاسى الذى يرغب ان يأخذ ما لدينا.. بل لأنه المحبوب الذى نراه أغلى من كل ما لدينا
كم يساوى الفسلين بالنسبة لك؟؟ أو حتى 100 فلس.. لا شىء.. ربما لو وقعا منك فى الشارع لما التفت اليهما او بحثت عنهما..
لكنهما كانا لها.. كل شىء.. إن قيمة الاشياء تتحدد بحسب ما تعنى لنا
يظن الناس أننا نذبح ما نكره.. او ما قد نستغنى عنه.. لكن اكرام المحب ان نمنحه.. أكثر ما نحب!!
ترى على اى شىء تتوقف حياتك؟ وماهما الفلسان اللذان ينبغى ان تتركهما راضياً.. فى الصندوق
وكأنك تدفنهما.. مع أسحق.. ليقوم الحب فى قلبك من جديد.. وتتحقق المعجزة فيك.. إذ تحيا بلا فلسات!!
وقف الرب ينظر.. لذا لا يمكنك أن تفهمه.. إن لم تقف.. وتهدأ وتنظر للأمر.. من خلال رؤيته.