مدينة الرب
أنتِ مدينة الرب!!
لما دعا الرب آبرام خارج أرضه وعشيرته.. ومدينته الضيقة.. لم يمنحه مدينة جديدة بديلة..
بل أخذه إلى البرية.. إلى خلاء مُتسع.. ووضعه هناك..
فقد كان آبرام نفسه هو مدينة الرب الجديدة التى يُخطط لبنائها!!
يبدو المشهد وكآن آبرام (الذى صار فيما بعد أبراهيم) واقفاً وحيداً.. وسط برية وصحراء خالية..
لم يكن هناك أخر.. سوى خيمته المتنقلة معه بأستمرار..
لم يكن هناك بيت.. أو عمود.. لكن المدينة بأكملها كانت بالفعل حاضرة هناك..
فقد كان إبراهيم هو عمود هذه المدينة الجديدة.. الذى سيبنى الرب حوله مدينته... كان يحمل المدينة فى نسله وفى أحشائه.
وكأنه ضلع أدم الذى أخذه الرب وبنى حوله آمرأة جديدة!!
يا عروس يهوه.. صهيون المحبوبة.. أنتى المدينة التى قيل فيها وعنها أمجاد -( مز87 )
التى أحب الرب أبوابها.. وتمشى فى طرقها.. وسكن بيوتها.
المدينة الملجأ.. وسط عطش وجوع وصحراء العالم..
المدينة التى بناها الآب.. حول ضلع أبنه المحبوب..
لتكون أبنته.. وأمرأته الجديدة.. ومسكن روحه.. فلا تنسى.. من أنتى.. ولمن أنتى
لأَنَّ بَعْلَكِ هُوَ صَانِعُكِ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ، وَوَلِيُّكِ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ، إِلهَ كُلِّ الأَرْضِ يُدْعَى. ( أش 54 : 5 )