نحن لا نختار

يا عزيزتى..

نحن لا نختار ماذا.. أو أين نكون..

لا نختار دورنا.. أو مواهبنا..

لا نختار المُحيطين بنا.. من نتعامل معهم.. أو محل سُكنانا..

نحن تقريباً لا نختار شىء.. بعد أختيارنا الأول.. والأخير!!

نحن نختار الطريق فقط.. أو ربما هو من يختارنا.. ونحن نوافق ونقبل أختياره لنا..

ثم بعد ذلك.. يبدو أننا لا نختار شىء أخر.. فكل شىء يُمليه علينا الطريق الذى أخترناه.

لا نختار من نُصاحب.. أو من نُفارق.. لا نختار البسمة أو الدمعة..

لا نختار أن نوجد.. أو أن نغيب.. كل الأختيارات يُحددها الطريق نفسه.. وبنفسه..

نحن لسنا ما نبدو عليه.. أو ما يظنه الناس فينا.. نحن ما يُمليه علينا الطريق.

نحن الموجودين الذين يرغبون فى المُغادرة.. والحزانى الفرحون كى لا يُثقلوا على أحد..

الذين أحنى الزمن ظهرهم من الحمل.. ورغم ذلك ينادون على ثقيلى الأحمال.. تعالوا لنحمل معكم حملكم.

نحن الشىء وضــده.. كنـــز مهيب.. غالٍ.. فى إناء خزفى رخيص الثمن .. هش قابل للكسر.

حتى ستشعرى يوماً أنه لا أحد يعرفك حقاً.. فقط الطريق يعرفك..

سيُعاملك الناس على أساس ما يحبون أن تكونى.. لا بأس.. 

سيحاولون أن يرونكى.. كما يرغبون.. حتى أنهم سينكرون عليكى أنسانيتك .. ضعفك وخجلك.. وانكسارك فى كثير من الاوقات.. لانهم لا يحبون ان يروكى هكذا.. لا مشكلة.. أعطيهم ما يريدون..

المهم أن لاتنسى فى خضم هذا كله.. من أنتى.. وما هى حقيقتك..

لن أقول لك هذه المرة.. أنك القوية.. الجميلة.. التى تستطيع الكثير.. بل سأقول لكى..

أنكى أنتى أيضاً .. الانسان الهش.. الذى يحتاج للصمت.. والبكاء.. والأنهيار.. الذى يحتاج لمن يحمله.

فلا تُنكرى نفسك.. على نفسك.. ولا تنسى نفسك فى خضم زحام أراء الناس.

دُمتى.. حقيقية.. دُمتى أنتى

Home Made
الناس.. ألوان