يا بخت.. اللي تاهوا!

يا بخت اللي.. ضلوا.. وتـاهــوا.. وسابوا البيت!

اللي.. في لحظة غضب.. أو جهل.. أو خديعة.. أو ملل، اتنازلوا.. أو باعوا كل شيء، ومشيوا بعيد.. سنين طويلة.

اللي.. بعدوا لأبعد ما يمكنهم.. لغاية حضن الموت اللي محدش بيرجع منه.. نشفوا ويبست وشوشهم واسودت، واتشققت اوانيهم وملامحهم م العطش، والناس قرفوا منهم، وفقدوا فيهم الرجا، وحتى هما يأسوا من انفسهم، لأنهم مابقوش عارفين يعملوا في نفسهم أيه؟

لكن يسوع.. الحي.. القائم، من هناك.. بروحه المُحيي، من عمق الموت.. استردهم ليه، أحياهم ورجعهم.. فيه لحضن الآب ولا أحد يعلم كيف؟!

اللي.. بقوا عارفين أكتر من أي حــد، قيمة البيت، وصاحب البيت.

اللي.. قلوبهم اتملت شوق وسهر وجهاد عشان يعوضوا كل ليالي الحب وقبلات المحبوب، اللي فاتتهم في سنين التيه.

اللي.. جواهم رغبة إنتقام، (2 كو 7: 11) لاسترداد.. اخوتهم.. التايهين والساقطين.

اللي.. قصتهم، وصورتهم، وحضنهم ونظرتهم، بقت سبب أمل ورجاء وشمعة نور لكل تايه وصل للحضيض.. تقول أنه لسه ليه مكان.. ولسه الرجوع.. مُمكن!

اللي.. أحشائهم مليانة تحنن، لأنهم بقوا عارفين أنهم مجرد ناس غلابة، أواني ضعيفة، أول الخطاة، مش أفضل من أي تايه.. وأنه دايمًا فيه أمل.. حتى لو الميت أنتن.. أو بقي بيحارب الطريق (أع 9 )!

اللي.. بقوا تحت.. تحت الكل.. من غير شحتفة ولا صغر نفس، عشان عرفوا حجمهم، وعشان يسوع في حياتهم بقى فوق الجميع.

اللي.. عرفوا في أيه مُتاح برة البيت، وداقوه، واختاروا بأرادتهم ووعيهم صاحب البيت، اختاروا الحرمان في حضنه، وتبعات الوجود في معيته. مش قاعدين معاه مُجبرين، ولا لأنهم مايعرفوش حاجة تانية، ولا بيعايروه أنهم يا عيني وكتر خيرهم، سابوا الدنيا عشانه

يا حبيبة يسوع.. يمكن سنين ضاعت في التيه، مش هاقولك مش مهم، هاقولك بس أن يسوع بيعوض في أيام اللي خسرته في سنين يا بطرس، ويقولك لو بتحبني، يالا بينا نكمل الطريق!

ومش بأقولك جرب تسيب البيت وتضييع، لو فهمت كده، تبقي زي الكبير اللي مفهمش فرحة أبوه برجوع الصغير الميت، تلاقيك أصلًا ضايع وأنت قاعد جوه البيت، زي الدرهم اللي وقع م النعمة، جوة البيت، بس مش دريان.

باقول بس.. يا بخت اللي عرف وفهم أنه ضايع وضال، سواء ساب البيت أو كان قاعد مأنتخ فيه، يا بخت اللى عرف.. واما عرف.. قبل إنه يتلاقى.. أيوه قبل أن يسوع يلاقيه ويرجعه.. ماهو محدش بيعرف يلقى نفسه ولا يرجع نفسه.. صدقني، لقاه يسوع، فرجع وفرح نفسه، والسماء وقلب الآب.

يا بخت اللي يفهم أنه الوقت ما ضاعش هدر، حتى لو كان مليان موت، ده كان طريقك لملء الحياة.. يا محبوب

وموتك.. يا محبوبة.. هايكون سبب لحياة كثيرين

لو كنتي تعلمين
مخاض الكلمات