فى ليلة العيد.. لم يجد هدية أفضل من نفسه.. ليهبنا آياها!!ليجعل من كل واحد منا.. هدية الحياة لكثيرين!! قبل تلك الليلة.. وتلك الهدية.. لم يكن.. عـيـــد.. هذه المرة.. الهدية سبقت العيد.. وخلقت لذكراها عـِـيـدًا أبديًا.هذه المرة.. أهدانا الثالوث.. عيداً.. لم نكن نعرفه.. ولازال موعد العيد الحقيقى.. هو كل يوم تُهـدَى فيه الأرض.. أبناً مولوداً من فوق. الع...
الأب هو صاحب الرؤية الأولى فى حياة أبنائه.
فهو يعلم قبل ان يأتى بهم الى العالم.. لماذا أتى بهم!!
الرؤية هى أغلى ما يقدمه أب لأبنائه.. أغلى من اثمن المقتنيات..
لأنها رؤية محب.. ورؤية من سيسير معنا الطريق..
وبدونها أنت تقدم تيه وعدم أمان.. كأنك تأتى بطفل وتلقيه وحده فى الظلام!
لنا أب.. يهبنا عطاياه مجاناً.. فنظن انها اضافت لنا قيمة تُميزنا عن الأخر.. فنعود اليه مُتجاسرين عليه بما منحنا.. ونطالبه بما نظنه حقوقنا.. لاننا صرنا نظن اننا نستحق!!
كان أبن.. كان له كل شىء.. لكنه لم يستمتع أبداً بشىء.. فقد ظن فى نفسه الأستحقاق لأجل جهده... فلم يحصل على شىء!!
وأما الذى رأى نفسه على حقيقتها.. و وجد فى نفسه أنه لا يستحق شىء ولا حتى أن يكون أبناً.. أو تلك التى بالكاد تمنت الفتات.. انتشلتهم النعمة.. ومنحتهم كل شىء.. مجاناً!!
الأستحقاق يبحث عن عطية تُكافىء ما نُـقدم من جهد.. أما النعمه فتبحث عن عطية بقدر صلاح وغنى المُعطى!!
الذى ظن أنه مُستحقاً.. كان اقصى طموحه "جدياً".. فقد كان يزن العطية بتلك الخدمة التى قدمها لابيه.. وكان تقيمه سليماً لها.. فكل هذه السنوات فى الحقيقة لا تستحق أكثر من.. جدى!!
لقد ارادنا أن نتذكر هويتنا فى بداية كل صلاة..
لذا علمنا.. متى صليتم فقولوا.. بــــابـــا ❤
إن بقينا فى صلاة دائمة.. نبقى فى إدراك دائم لهويتنا!!
لذا قال صلوا كل حين.. ولا تملوا.. أى.. تذكروا كل حين أنكم أبناء.. ولا تملوا من ذلك التذكر!!
فهذا الادراك قادر على اكمال شفائنا وتقديسنا بالتمام❤
من يُربى يجب أن يكون رائى.. مفتوح العينين. يرى الحاضر.. ويُبصر للخلف وللأمام!!
ومن يتربى يجب أن يقبل البصيرة المؤلمة.. أى يقبل انفتاح عينيه ليرى الأمور كما هى على حقيقتها... بما فيها نفسه.. وخبايا قلبه!!
فمن لا يرى لا يصلح لتربية البنين!!
ومن لا يحتمل الرؤية لن يتربى!!
الأبوة والبنوة علاقة تخص النور.. فى النور.. وتتحرك بأطرافها دوماً.. نحو النور!!
وتبقى المسئولية العظمى لدى الأب هى كونه الأيقونة والمثال التى يرى فيها الطفل صورة نفسه (الحالية والمستقبلية) وصورة الإله.
لذا فأعداد اباء وامهات لا يحتاج فقط اعداد اشخاص تحنو وترعى لكن ايضاً أشخاص تعيش الحق بصورة بسيطة و عملية..
ولكى تعيش الحق لابد أولاً أن تعرفه.. وتتأسس حياتك عليه.
لذا فالأبوة (الأمومة) الحقه تبدأ من المخدع.. ومن الكتاب❤
ان أصير طفلاً..
ما أصعب هذا التحدى!!
طفلاً.. لا يعنيه شيئاً سوى أن يلتصق بأبيه ويتعلق به.
طفلاً.. فقيراً لا يملك شيئاً.. ولا يعنيه سوى أنه يملك أباه.. وأباه يملكه.
طفلاً.. يتعلم فقط ما يُلقنه أباه.. ولا يشتهى معرفة خارج ما يُخبره به أباه.
من ولد لى هؤلاء؟ من أين لى هذا؟!!
هكذا قالت فى قلبها.. وسمع عريسها مايدور فى القلب.
سمعه قبل أن تنطق به.. وأخبرها بكل شىء قبل أن يحدث.. قبلها بسنوات!!
ذات يوم جائها فى صحراءها.. فى عمق وحدتها.. واخبرها انها ستكون ام لكثيرين.. وكانت وقتها عاقر.. وبلا زوج.. فنظرت لنفسها.. وتعجبت.. كيف سيصير هذا.. لكنها كعادتها.. صدقته!!
اخبرها انهم سيكونون كثيرين لدرجة ان هذا المكان الخالى حالياً.. سيضيق بهم.. وأخبرها انه عندما يحدث كل هذا.. فَتَقُولِينَ فِي قَلْبِكِ: «مَنْ وَلَدَ لِي هَؤُلاَءِ وَأَنَا ثَكْلَى وَعَاقِرٌ مَنْفِيَّةٌ وَمَطْرُودَةٌ؟ وَهَؤُلاَءِ مَنْ رَبَّاهُمْ؟ هَئَنَذَا كُنْتُ مَتْرُوكَةً وَحْدِي. هَؤُلاَءِ أَيْنَ كَانُوا؟». (اش 49 : 21 )
عندما نناديه "آبــــا" فهذا ليس مجرد لقب!!!
لكنه إقرار ايمان بأنه المصدرالذى منه نحن، والذى تأتى منه وترجع اليه كل الأشياء.
هذا يعنى أنه مُتكلنا، خالقنا، مُخلصنا، راعينا ومدبر حياتنا.
وأنه مصدر وجودنا وأنه أيضاً مُستقرنا النهائى وأنه أبديتنا.
وتعنى أيضاً انه لا وجود لنا خارجه أو بدونه.. فخارجه لا يوجد سوى العدم!!