وبعد حديث طويل بينهما.. ذهبت.. ثم عادت له مرة أخرى بعد قليل وعيناها تنطقان ببريق يعرفه.. فعاجلها بسؤال.. لعلك لم تجدى فى إجاباتي ما يروى ظمأ سؤالك.. فأجابته.. بلى لقد أجبتني... لكنك ألقيتني فى بحر من الأسئله.. فأمسك بيدها برفق وأجلسها.. قائلاً.. إذا لقد بدأتى طريق النور.. فالنور يُجيب أسئلتنا بأسئلة تجذبنا بالأكثر للعمق.. وما السؤال التالى يا ترى؟ ...
وتسائلت "حياة" عن طعم الحب.. ماذا يشبه؟ فأجابها.. الحب ياحياة ليس حــلـواً وﻻ مــُــراُ.. له مذاق مميز.. مذاقه الله! فردت عليه ضاحكه.. وهل لله طعم؟! فأبتسم.. وأشار لها لكتاب تحمله فى حضنها.. فى كتابك هذا .. يوجد عاشق.. قال.. ذوقوا.. وانظروا.. ما أطيب الرب... فإن كان يدعونا لنتذوقه.. فلابد انه ذاق!! ولابد أن لله مذاق.. ما أطيبه..!! - إذا ماذا يُـشـب...
وأغمض عينيه وتذكر أمه التى سافرت الى السماء.
وتمنى أن تكون قد وجدت فى مكانها الجديد ما يعوضها عن معاناتها على الارض.
فلم يكن فى ما عاشته هنا الكثير من البهجة..
لقد ارهقتها الحياة وأنفقت من نفسها كل شىء لأجله ولأجل أخوته.
كانت أوقات الفرح فى حياتها قليله ككثيرات مثلها.
وعندما تحسنت ظروفها قليلاً... لم تمهلها الأيام الكثير من الوقت لتفرح بما يفرح به الاخرون.
لكنها على كل حال كانت أمينة فى القليل الذى وصلها.
كانت أمينه فيما تعرفه وما تفهمه.. وياليته كان أمينا فيما وصل اليه كأمانتها!!!
وتسائل يا ترى من هم المحظوظون أكثر... من يتمتعون فى هذه الحياة أم من يعانون؟
فقد رأى الكثيرين فى هذه الحياة ممن لا يعانون من الامور الكبيرة. ولكنه أكتشف أنهم عاده لا يدركون الكثير عن أعماق الأنسان.
البعض ليس لديهم ضغوط أو ألتزامات.. لذلك لديهم متسع من الوقت ليفعلوا ما لا يستطيعه الفقراء والبسطاء.
فأحيانا يكون الذهاب للكنيسة والتواجد لأوقات طويله ترفاً لا يملكه البسطاء..
والبعض لديهم أيضاً من الوقت ما يكفى لمراقبه الاخرين ومحاكمتهم وتصنيفهم. وعاده يحتقرون من ليسوا على شبههم.
وتعجب من أحكام الناس على غيرهم.. وهل هذا الاله ساكن السموات مثلهم؟؟؟
هل هو ظالم ولا يهتم لتعب محبة هؤلاء. هل ساكن السماء لا يفهم سوى فى الاصوام والصلوات.
هل لديه أمتحانات فى اللاهوت والعقيدة للمنتقلين؟!
وهل لأمه مكان عند الله رغم أنها لم تقرأ كل تلك الكتب الذى قرأها؟!
يا ترى هل هو الأفضل فى نظر يسوع أم أمه؟؟
كان بصورة ما يعلم أن أمه تسكن عند يسوع.
فقد كان تواجده فى الخدمة والكنيسة على حسابها.
الم تكن هى من تدبر وتعد الطعام وتغسل الثياب وتسهر على رعايته.
كانت تعطيه من حياتها ليحيا هو!!
وفى النهاية يراه الناس متواجد فى الكنيسة ويرونها غائبه.
كان يتواجد لأوقات طويلة فى العبادة والخدمة.. وأما هى فقليلاً ما كانت تتمكن من الذهاب..
وبالطبع لم يكن لها خدمة فى الكنيسة ولا دور بارز.
كان هو فى نظر الناس الخادم وهى الغائبه.
ولكن الناس لا تعلم.. أن الكثيرون قبلوا أن يتواجدوا فى الظل لاجل أن يظهر ويحيا أخرون.
ولم يعتبروا أنهم أبطالاً أو أشخاص فوق العاده.. كانوا يرون فقط أنهم يؤدون دورهم.
ويقدمون الخير لمن أحبوهم!!
ثم أنسحبوا من الحياة فى هدوء عندما ناداهم يسوع.
لكن يسوع وحده يعلم ويرى.. ولا ينسى تعب المحبة.
وبينما هو مغمض العينين رأها تبتسم وقالت له..
أخبر من يهتم بأمر أحبائه المنتقلين.. أن يسوع لديه مقاييس مختلفة للحكم على الأمور.
فأولون يكونون أخرون وأخرون يكونون أولون.
وأن الحب له قيمة عظمى فى عيون يسوع.
وعندما يرحل حبيبنا الى السماء..
يترك خلفه عينان صغيرتان باكيتان ، حائرتان ، متسائلتان..
وتشعر النفس أنها صغيرة.. وحيدة.. ومتروكة..
ولايدرك المحيطون هذا...
لا يدرك عمق الم النفس سوى من يحتويها..
بعض اللقاءات والأحاديث والمواقف العابرة فى الحياة... قد تكون بداية لنقله جديدة أو لعلاقة عميقه أو لعمل كبير لم يخاطر ببالك يومــاً ما.
وكما أن لقائنا بيسوع قد يحدث فى لحظة صغيرة... لكن حياتنا لا تعود أبــداً بعدها كما كانت سابقاً.
كذلك تلك اللحظات القصيرة.. والأشخاص البسيطة..
ألتفت وأنصت جيداً للأمور الصغيرة والعادية التى تحمل بعض النور.
أنتبه وأحفظ هذا النور فى قلبك وأعطه مساحة فى حياتك.
فى تلك الليله.. كان كثير من الرجال والنساء والأطفال يبيتون سعداء فى بيوتهم.. فقد مر يسوع الحب بهم فى ذلك النهار.. صنع هنا معجزة.. ولمس هنا لمسه.. وأعطى لجائع لقمة.. ونظر نظرة حب لمتعب.. وضمد جرح مجروح..
علم.. ورعى.. وأطعم.. تلمذ وشفى.. وأحتضن.. كانت ليله شبيهه بليالى كثيرة سابقه.. حيث يذهب كل واحد لبيته فى نهاية اليوم.. ويذهب يسوع وحيداً الى جبل الزيتون.. يبيت ليلته هناك.. يصلى.. وحيداً.. بلا صديق.. ولا رفيق.. ولا حبيبه أو حبيب..
هل كان ليسوع حبيبه من النساء؟؟!!
هل أختبر ذلك الحب الشخصى بين رجل وأمرأة؟؟!! هل أختبر الأحتياج لمعينه نظيرته؟؟!! من ليس له بيت أو مكان يسند فيه رأسه.. كيف يمكنه أن يكون له حبيبه؟؟!! فهو الرجل الكامل الملتزم.. الذى إذا أحب فسيرغب الا تكون حبيبته محرومه من شىء.. هل أحب أحداهن.. وأكتفى بهذا الحب من بعيد ليتمم رسالته.. التى هى الصليب؟ وهل أكتفت تلك الحبيبه المجهوله.. بأن يسوع الذى هو الحب.. يحبها بصورة مختلفه عن باقى البشر!! هل يكفى الحب وإن كان صامتاً ومجهولاً؟؟! نساء كثيرات كن حوله.. كن يتبعنه ويخدمنه من أموالهن.. هذا الرجل البارع الجمال فى كل شىء.. فى أعماقه الداخليه وسلوكه الخارجى.. لابد أن كثيرات أعجبن به.. وتعلقن به.. فلا أتخيل أن من أمسكت فى ذات الفعل.. قد رحلت وتركته.. بعد أن قال لها ولا أنا أدينك.. وساكبات الطيب.. وذارفات الدموع.. الواقفات عند الصليب.. وحاملات الطيب فى الفجر.. أن تفعل أمرأة هذا من أجل رجل.. فهذا يعنى أنها تحبه بكل كيانها.. فهل أحب يسوع الأنسان أحداهن؟! لكنه لا يستطيع سوى أن يذهب الى الصليب ويتركها.. لا يستطيع أن يبقى معها.. ولا أن يمنحها شيئــاً!! حتى أمه الذى سكن أحشائها.. جاز فى نفسها سيف بسبب حبه.. وكان لابد له أن يتركها لأبن اخر.. كان ألزامــاً عليه أن يكون مع كثيرين وكثيرات.. يجب أن يرحل من بلد لبلد ومن مكان لمكان.. ومن بيت لبيت.. كيف يحب واحده وهو مــُــعطى لكثيرين؟؟!! وكيف يحتفظ بأمه وكثيرات يرغبن أن يكن أمهات له!! وإن أستطاع أن يصنع هذا مع أمه.. لكن الحبيبة لا يمكن أن تكون إلا واحده.. وكيف يحب واحدة وهو لا يستطيع أن يمنحها بيتاً ولا عائله؟! فقد أتى ليعيش لأجل أخرين ويموت لأجلهم ويمنحهم حياته. لكن هل من المعقول أن يسوع الذى هو الحب.. لم يختبر ذلك الحب!!! هل من المعقول أن النساء رأين يسوع.... ولم تحبه واحده منهن وتريد أن تقتنيه لنفسها؟! يبدو أننا لا نعرف بعد كل شىء.. لا نعرف عمق الأشياء.. ولا كل ما حدث.. لكن ربما نكتشف يومــاً ما... أنه يوجد حب صامت وحيد فى الليل.. لا يعرف بسره أو بأشخاصه أحـــد.. حب يعلم جيداً أن مصيره الصليب فلهذا أتى.. لكنه يقوم فى كل نهار ليحب الناس من جديد ويعطى من جديد.. ويبيت ليلته وحيداً من جديد.. يشتاق الى محبوبته.. ويحتفظ لها وحدها بشىء خاص فى عمقه.. ولكنه لا يمكنه أن يكون معها أو لها.. ولا يمكنه أيضاً أن يعطى نفسه لغيرها.. يساعد الكل ويخفف أوجاعهم.. وربما لا يستطيع الأقتراب منها أو الحديث اليها.. ولا يملك سوى أن يصلى أن يرسل لها الله من يعينها كما يعين هو كثيرين.. فهو مربوط بصليب لا يستطيع مغادرته ليكون معها. كان يسوع ينبغى أن يكون فيما لأبيه.. لا فيما لنفسه ولا فيما ترغب فيه نفسه.. كان طعامه أن يصنع مشيئة أبيه.. وهكذا تابعيه من المحبين.. الصامتين فى وحده الليل. فى قلب يسوع الكثير الذى لم يخبر به أحد بعد!! =============================
أشكركم مقدماً لعدم التعليقات والمناقشات الجدلية.. فهذه المقاله ليست بحثاً عقيدياً أو لاهوتياً.. وليست لكل أحــد. هى للذين هى لهم فقط!!!
لن يستطيع أن يرحــل...
من يستأذن ، أو يــودع ، أو ينظــُــر للخلف.
فالــرحيــل هــو.. مـــوت.
والـمــوت.. لا يســتأذن..
ولا يعطى فرصه للوداع..
يــــــــــــــا أبــنـــتــــــــــــــــــــــى..
أن فقدت الأهل والسند.. فأنا سندك.. وظهرك.
أنــا لا زلت لك.. لا زلت هنا!!!
أنا أعلم.. وأشعر.. وأفهم…
أنه ليس هيناً على المرأة أن تفقد أباهــا.
فيهتز أمانها.. وتقف محتارة فى طريقها وتشعر أنها مكشوفة.. بلا سند.
ولن اقول لك كما يقول أخرون.. لا تهولى من الأمور.. أو أن كله هايبقى كويس.
فأنا أعلم قيمة الأبوة.. والصداقة.. والمحبة.
وأعرفـــك!!!
وأعلم أنك فيه وجدتنى… فى نقصه وكماله.
فهكذا كل من هو لى.. يــُــعلن عنى بتقصيره ووبذله.
أعلم أن عمق قلبك يبحث عن أباكى الذى تظنى أنه يختبىء منك فى السموات.
رغم أنه طول الوقت قريبـــاً منك… نعم قريباً.
قلبك الصغير يبحث عن الأبوة فى عمقها..
وعن الحب الذى سمعتى وقرأتى عنه الكثير.
حتى ظننتيه وهمــاً.. فصار الهك فى عينيك.. وهمــاً!!
عادة نحن نتحدث عن ألام أيوب لان كل شىء ضاع منه فجأة.. ولكن يبدو أن الرب يأتى بالألم لكل من يدخل حياتهم... بطريقة أو بأخرى!!
فهل فكرت كم تألم.. أبراهيم؟؟!!
تخيلت لو مكانش الله تقابل مع أبونا أبراهيم.. ربما كانت حياته ستصبح أكثر وضوحاً واحتمالاً.
رجل يأتيه الله ليدعوه للخروج.. إلى أين؟؟ لم يقل له..
فيذهب معه... ويحدثه فى أمور عظيمة ربما لم يفهم منها شيئاً..
يحدثه عن البركة والنسل والأمم التى ستتبارك به وفى نسله.. وهو اصلاً معندوش ولاد.
ويمضى أبرام إلى حيث لا يعرف.. وينتظر.. ولا شىء يحدث..
وربما تسائل كثيراً.. لماذا أنا هنا وماذا أفعل.. وهل تبعت وهماً...
وأين ذلك الإله الذى خرجت خلفه...
ومن فترة لأخرى يزوره الرب... ويؤكد وعود لم يطلبها أبرام.. وهذه الفترات لا يفصل بينها أيام بل سنوات..
ويعيش أبرام متألماً بحلمه.. وبوعد الرب..
وفى كل زيارة يكون الرب أعجب من السابقة..
فمرة يحدثه عن 400 سنة قادمة..
ومرة يغير أسمه.. ويجعله أبراهيم..
ومرة يشجعه.. ومرة يرعبه.. ومرة ينقذه..
ومرة ياكل معاه ويناقشه فى حرق سدوم وعمورة كأنه أهم كائن على الارض..
ومرات يسيبه سنين يوصل فيها لدرجة اليأس ويقول خدامى هو اللى هيورثنى...
ويزداد أرتباكه.. وينظر فى المرأة ولا يعرف من هو..
هل هو أبرام أم أبراهيم... أم لا شىء؟؟
دعوه أعمى... ثم سألوه عن طريق بيوتهم...
وهو لا يعرف سوى الطريق لبيته..
ولم يجبر أو يطلب من أحد أن يرافقه..
أو أن يسير خطوات طريقه.
فإن كان أعمى فلماذا تصر أن ترافقه؟؟
يخبر الله أنبيائه بأمور ثم يضع عليها ختم مغلق بمفتاح...
فتخرج النبوة للناس فى معظم الأوقات فى صورة غير واضحة قد تحمل الكثير من المعانى والتأملات.
ويبقى المعنى الصحيح للنبوة فقط لمن لديه مفتاحها..
وعندما تمتلك المفتاح يمكن فتح السفر وفك ختومه ورموزه...
قد يعطيك الله مفتاحاً أو يتولى بنفسه فتح السفر لك.
إذا سمعته يقول:
لا أريد مساعده.. ولا أريد أحد بجانبى..
ولا أنتظر شيئاً من أحد.. ولايعنيى أحد.. فــــــلا تـــصـــــدقـــــــــــــــــه...
فهو يريد ويحتاج كل هذا جــداً وبعمق.. لكن يريده من قلب محب يثق به..
فإن كنت لا تستطيع أن تكون هذا الحب الصادق الذى بلا شروط... فلا تحاول أن تقدم شىء....
لم يــُــخطىء الله فى حقى أبــداً..
وهو ليس السبب فى ألامى او مشاكلى...
أنــا أُخطىء.. والناس يُــخـطئون..
أما الله.... فهو أبى القدوس الذى لا ولـــم ولـــن يـُــخطىء..
كيف أنطق على الله بكلام ســـوء بسبب بعض الألـــــم سواء كان قليـــلاً أو كثيـــــــــــراً!!!
لسنا فى ذلك الزمن الذى يمكنك فيه أن تدفع شخص للتوبة أو التغيير برفضــــه أو عـزلــه أو طــرده من دائرتـــك أو كنيستــك أو مجموعتك أو طائفتـك أو عالمــك... سيترك لك كل ما عنـدك.. ويذهب الى عالـم أخـــر.. وستكون قد خسرتـــه للأبد.. أو سيذهب الى العــــالم الفسيح الذى يضم كثيرين حاليــاً وهو الشـــــــــــــــــارع.
يامن لازلتم داخـــــل الأســوار... ويا من لا تفعلون شيئاً سوى بنـــاء وتعليـــه الأسوار.. ويا من تفننتم عبر القرون فى أشكال الأسوار..
أفيــقــــــــــــــــــــــوا... أفيقـــــــــــــــوا... وحافظــوا على من تبقــوا لديكــــم.. فالشـــــارع أمتــلـــــىء.. ولا أحــد ممن فيه يرغب فى العـــودة مــــرة أخــــرى إلى من رفـضـــوه حتى لو مــــات جوعـــــاً فى الشوارع....
أفيـقــــــــــــــــــــــوا من وهــــم.. أن فى يــدكم حيــاة النـــاس وأنهم لابد أن يرجعوا أليكم مهرولين بمجرد أن تتعطفوا عليهم... فهم لمــولاهــم ومنــه حياتهم.
أفيقــــــــــــــــــوا من وهـــــم... أن الحياة يجب أن تكون داخل ســـور وإلا فالهـــلاك هو المصيــــر... كفى أرعاباً للناس وكأن يسوع لم يتجسد ولم يصلب ولم يقوم.
**** هذه البوست موجهه لأبليس وليست لأحد من البشر****
أنا مش هأمـــوت... غير لو ألهى الذى أعبــده قرر أنى أموت...
ماتحاولش.. علشان كل مرة بتحـــاول بتـــأذى نفســــــــــــــك أكتر ;) :P
ولو تركــت الأرض هــاروح لأبويــــا وأكمــــل خدمتى من هناك :P
لا النار بتحرقنى.. ولا ضجيج أفــواه الأسود بيخوفنى.. ولا البحر هــايبلعنى.. مافيش فايدة فيـــا يعنى :) ...
أنا اصلاً مش بأموت.. ولا ليا علاقة بالموت!!!
كان فيه سمكة عبيطة وغبية ونظرها وسمعها على قدهــا، عايشة فى حوض سمك صغير مع شوية أسماك، والمفروض انهم كانوا كلهم بيحبوا بعض، وفى يوم من الايام بدأت شوية من السمك تشتكى من السمكة العبيطة علشان بتمشى تخبط فى اللى حواليها وتضايقهم وقرروا أنهم يبعدوا عنها علشان ماتفضلش تخبط فيهم وتـــأذيهم... وأخترعوا مبدأ جديد أسمه الحب من بعيد لبعيد. راحت السمكة العبيطة واخدة جنب وقعدت فيه لوحدها علشان هى بطلت تشحت الحب من زمــــــان، فجاءت كام سمكة تانية تقعد معاها، راح السمك اللى متضايق قايلها امشى من هنا وأقعدى لوحدك... سمعت الكلام ومشيت... وكل ما تروح فى ركن يمشوها منه وبعدين السمك الزعلان قال هى هاتفضل عايشة معانا هنا فى الحوض بتاعنا!!! دى لازم تموت عايزين نرميها بره الحوض، المهم دخلوا فى نقاش علشان يحددوا مصيرها هل نرميها بره الحوض ولا نخليها؟؟؟ وياترى هى سمكة مؤمنة ولا شريرة؟؟ ولا ياترى نعاقبها شوية وبعدين نرجعها؟؟ واختلفت أراء السمك فى هذه القضية. وبعدين راحوا للسمك الكبير الحكيم يسألوه، وكأن رأى السمك الكبير انه فعلا السمكة دى غبيه ومقرفة والمفروض تخرج بره الحوض.. وانه المكان الطبيعى للسمك المزعج هو بره الحوض علشان ما يوسخش الميه.. رغم أنه المفروض السمك بيموت بره الحوض لكن كانت وجهه نظر برضه... وبدأ السمك الكبير هو كمان يزنق على السمكة العبيطة ويطاردها من ركن لركن. السمكة العبيطة سمعتهم وشافتهم كلهم وهما بيتكلموا.. وهما من كتر ما كانوا بيعتبروها عبيطة كانوا بيتكلموا عليها قصادها وفاكرينها مش هاتفهم :) أستغربت شوية لكن ما أستغربتش كتير.. وعذرتهم علشان عندهم حق فعلا .. هى كمان كانت شايفة نفسها مقرفة ومزعجة ومؤذيه.. لكن مش عارفه تعمل فى نفسها ايه ولا عارفه لو خرجت من الحوض هاتعيش أزاى.. كانت فاكرة أن الحوض ده هو مكان الشفقة والنعمه (كان مكتوب عليه كده من بره)... لكن طلعت عبيطة كالعادة... وكانت فاكراهم هايقبلوها فى ضعفها زى ما قبلتهم.. لكن برضه طلعت عبيطة.. أو أنهم هايتحملوا أذاها زى ماأحتملتهم لما كانوا مؤذيين لكن الأيام اثبتت عبطها الشديد.. وطلعت النعمه مش موجوده غير فى عرش النعمه وخلصت من أحواض السمك من بدرى... وسألت طيب حد عنده حل لجهلى وغبائى ونظرى الضعيف... قالوا لها خليكى قاعده لوحدك كده بعيد عن الحوض وهاتبقى كويسة هو ده الحل الوحيد :) المهم سألت اللى جابها من بيتها وحطها فى الحوض ياترى اعمل ايه فى نفسى؟؟ ماحدش هنا عايزنى.. ولو حاولت ارجع بيتى الاول ماحدش برضه هناك عايزنى... رد عليها صوت يقولها: أصبرى... شوية وهانمشى.. تسأله تانى طيب احنا بنعمل ايه دلوقت؟؟ يقول : شوية وهانمشى.. ولما لقت أنه خلاص مافيش حد خالص عايزها لاهنا ولا هناك... سمعت الصوت بيقولها طالما محدش عايزك نطى بره الحوض.. أنا عايزك؟؟ قالت له: أنط تــــــــــــــانى .. المرة دى هاموت.. قالها: ماتخافيش.. أنا موجود. قالتله : طيب هانروح فين؟؟؟ قالها: هارجعك المزابل اللى جيتى منها.. هناك هاكون معاكى... كانت السمكة متعوده على صوته وبتصدقه... طبعا علشان عبيطه :) وجربت قبل كده تسمع صوته وتنط فكانت بتلاقى نفسها كل مرة فى حوض جديد.. راحت ناطه من الحوض.. لكن المرة دى لقت نفسها مرمية على الأرض ومش عارفة تاخد نفسها.. بصت على الحوض لقت اللى فيه لسه بيتناقشوا فى تحديد مصيرها وهل يخلوها فى الحوض ولا يرموها.. بصت لنفسها لقت نفسها بتموت.. والمناقشات والعقابــات لا ساعدتها ولا انقذتها.. دورت على الصوت لقتــه سكت... وسألت اللى قالها تنط.. هو أنت فعلا هاتسيبنى أموت؟؟ هو أنت فعلا عايزنى أموت؟؟ ماردش عليها!!!!! ولما قربت قوى من الموت.. او يمكن تكون ماتت فعلاً.. لقت أيد من الأعالى جات وشالتها وحضنتها... أفتكرت أن الأيد هاترجعها للحوض.. لكن الأيد قالتلها تعالى أفرجك على اللى بيحصل.. وعلى الحوض اللى كان دنيتك.... الحوض الضيق اللى حطيتى كل أمالك فيه.. واعملى نفسك عبيطة وكانك لا شايفة ولا سامعه.. وهى كانت شايفه وسامعه كل حاجة.. وشالتها الأيد وفرجتها على الحوض .. كان ضلها باين فى الحوض فافتكروها معاهم لكنها كانت خلاص بره الحوض.. بتتفرج من فوق.. بصت على الحوض لقته أتملى رفض ومرار وعدم غفران لدرجة ان السمك اتخنق وابتدا ينهش فى بعض، والصغير بدأ ينهش فى الكبير الحكيم وبقى حوض السمك عامل زى سراية المجانين.. وماحدش مرتاح ولا فاهم حاجة.. كل ده والسمكة العبيطة فى ايده مش بتموت رغم أنه مافيش ميه.. لأن أيده هى الحياة.. ومكانش بيحصل لها حاجة من كل العك اللى فى الحوض علشان هى بقت بره الحوض. قالها : "عرفتى أجابه السؤال؟؟" قالتله: سؤال ايه؟؟؟؟ قالها : لما سألتى يا ترى اللى باحبهم وبيحبونى لو عرفونى على حقيقتى هايعملوا فيا أيه!!! وهايتعاملوا معايا أزاى؟؟ قالت له : نفس الأجابة المعتادة.. ليس أحد صالح الا واحد وهو الله... وعرفت ان حبك مالوش مثيل.... أنت مافيش زيك يا يسوع... ماحدش عرف حقيقتى وقبلنى الا أنت. قالها : كده كفايه يالا بينا من هنا..... فضلت تفاصل معاه وقالتله: مش هاناخد حد من هنا معانا؟؟؟!! ولا سمكاية واحدة!!!؟؟ طيب كان فيه سمكة صاحبتى وباحبها قوى ينفع أخدها معايا؟؟ طيب أتطمن عليهم وهايعملوا فى بعض ايه؟؟ قالها: تـــــــــــــــــــــــــانى؟؟؟ هاتحطى قلبك فى الحوض تانى؟؟ تحبى ارجعك الحوض؟؟ ولا تحبى أفرجك اكتر على اللى ممكن يحصل!!!؟؟ أنتى جيتى هنا معايا لوحدك وهاتخرجى برضه لوحدك!!!!!!!!!!!!!!!!! قالتله: طبعا لأ.. مش عايزة ارجع.. كده كفاية.. أرمينى فى الأرض ولا ترجعنيش للحوض... أنت كفايتى وغنايا وفرحى. قالها: أحنا هانمشى واللى عايزنا يبقى يجيلنا... أنا علمتك أننا مش بنرفض حد.. لكن أنتى أنتى بتاعتى أنا مش ملك حد تانى وتمشى معايــا... وماحدش عايزك ولا هايعوزك غيرى... أفهمى بقى يا عبيطة... اخدتها يد النعمه القديرة بعيد عن الحوض واللى فيه.. وبعدت كتير قوى وبقى بينهم مسافات واسعه لكن كانت شايفاهم وسامعهم.. يبدو أن سمعها ونظرها أتحسنوا من تأثير النطة... أو يمكن من لمسة الأيد!!!! وشوية ولقت الأيد العليا بتحطها وسط نهر واسع وكبير... نهر مالوش حدود.. مليان أسماك حقيقية من كل نوع.. ومليان نووووووور.. ولما زمان كانت تبص لفوق كانت تشوف سقف الاوضه.. كان ده اخرها...لكن دلوقت بقت بتشوف السماء الواسعه.. السماء المفتوحة!!!! نظرت نظرة أخيرة للحوض لقت اللى فيه لسه بيتكلموا ويتناقشوا يعملوا فيها وفى نفسهم أيه.. وبيدوروا على سمك اكبر واحكم فى الداخل والخارج يمكن يكون عنده حل أو ردود.... فطست العبيطة على روحها من الضحك :) أصل الكلام أخدهم لدرجة أنهم مش واخدين بالهم أنها خلاص مشيت من وسطهم من بدرى جداً ومش راجعه تانى... :) وأديتهم ضهرها ومشيت لقدام وراء يد القدير... الى حيث لا تعرف ولا يعرفون.. ومن مكانها الجديد بعتت لهم رسالة أخيرة.. تشكرهم أنهم رفضوها وخرجوها من وسطهم .. من وسط الضيق والزحمة والخنقة الى رحب لا حصر فيه.. وأتمنت لهم السعاده فى حوضهم ودايرتهم الضيقة أو بمعنى أصح سجنهم اللى عملوه لنفسهم.. بعتت تقول لهم كفايه كلام.. أنا مشيت خلاص ومابقتش أخصكم ولا حد منك يخصنى... وأيد القدير وضعتنى فى مكان ماتوصلهوش أيد صغير ولا كبير.. خلاص خرجنا الخروج اللى قبل الأخيــــــــــــر... وكلها خطوة وأوصل هناك. أهم حاجة أن السمكة العبيطة - كالعادة - مامتتش... وماحدش عارف ليه.. ورغم أنها قفلت بأيدها كل شىء... لكن أتفتح أمامها مجال واسع تكمل فيه سباحتهـــا نحو الصوت اللى دعاها.. ويا محلاه تسبيح سمكة سابحة لله... السباحة فى نهر لا يعبر. فقال قليل ان تكون لي عبدا لاقامة اسباط يعقوب و رد محفوظي اسرائيل فقد جعلتك نورا للامم لتكون خلاصي الى اقصى الارض. هكذا قال الرب فادي اسرائيل قدوسه للمهان النفس لمكروه الامة لعبد المتسلطين ينظر ملوك فيقومون رؤساء فيسجدون لاجل الرب الذي هو امين و قدوس اسرائيل الذي قد اختارك (اش 49 : 7 ، 8 ) نشوفكم فى السماء... لما يسوع ييجى :)
يـــــــا يــــــوســــــــف إذا باعك إخوتك بالفضة.. خـَـزن لهـُـم حـِنطـــة.
فالـوقت ليسَ وقتـــــــاً للبـُـكاء أو اللــوم أو الحسرة..
ليس وقتاً للتأمل فى 13 سنة عجيبة عـِشتها بينهم..
ليس وقتـاً لنفسك.. فقد بعت نفسك من زمان لمن أشتراك وأعطاك الحلم..
لذلك لا يهم لمن يبيعوك أو أين يضعوك..
المشاكل والأتعاب والأحتياجات تحيط بنا من كل جانب...
ومن يحاول حمل الكل لابد أن ينهار..
لكننا لن نقدر أن نحمل سوى ما كلفنا الله بحمله..
هذا ما يجب أن نعرفه وما يجب أن نحمله..
فكما أنه لنا بالروح أن نعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله كذلك لنا بالروح أن نعرف الأحمال الموهوبة لنا من الله..