لنا أب.. يهبنا عطاياه مجاناً.. فنظن انها اضافت لنا قيمة تُميزنا عن الأخر.. فنعود اليه مُتجاسرين عليه بما منحنا.. ونطالبه بما نظنه حقوقنا.. لاننا صرنا نظن اننا نستحق!!
كان أبن.. كان له كل شىء.. لكنه لم يستمتع أبداً بشىء.. فقد ظن فى نفسه الأستحقاق لأجل جهده... فلم يحصل على شىء!!
وأما الذى رأى نفسه على حقيقتها.. و وجد فى نفسه أنه لا يستحق شىء ولا حتى أن يكون أبناً.. أو تلك التى بالكاد تمنت الفتات.. انتشلتهم النعمة.. ومنحتهم كل شىء.. مجاناً!!
الأستحقاق يبحث عن عطية تُكافىء ما نُـقدم من جهد.. أما النعمه فتبحث عن عطية بقدر صلاح وغنى المُعطى!!
الذى ظن أنه مُستحقاً.. كان اقصى طموحه "جدياً".. فقد كان يزن العطية بتلك الخدمة التى قدمها لابيه.. وكان تقيمه سليماً لها.. فكل هذه السنوات فى الحقيقة لا تستحق أكثر من.. جدى!!