أنت المصنوع فى بيت الفخارى الأعظم.. المصنوع فى الحضن الأبوى. المنسوج من لحم وعظم عمانوئيل.. على صورة الثالوث. هذه الأعضاء الجديدة هى لحمه وعظامه.. فلا تستهن بها.. فهى الحاملة قوة حياة جديدة للخليقة. فى البيت صُنعت.. بمهارة اليد الأبوية صُنعت.. وتشكلت تفاصيلك الدقيقة.. والى البيت والحضن تعود فى النهاية. لست نتاج عشولئية الزمان.. ولا تكراراً كالاف ال...
يا عزيزتى.. نحن لا نختار ماذا.. أو أين نكون.. لا نختار دورنا.. أو مواهبنا.. لا نختار المُحيطين بنا.. من نتعامل معهم.. أو محل سُكنانا.. نحن تقريباً لا نختار شىء.. بعد أختيارنا الأول.. والأخير!! نحن نختار الطريق فقط.. أو ربما هو من يختارنا.. ونحن نوافق ونقبل أختياره لنا.. ثم بعد ذلك.. يبدو أننا لا نختار شىء أخر.. فكل شىء يُمليه علينا الطريق الذى أختر...
الناس يا أبنتى.. الوان وصور.. بعضهم مثل الأزرق الباهت.. كلون بعض المياه.. لا ملامح واضحة له.. ولكننا نحتاجه فى كل يوم. وبعضهم مثل ملابس النقاش.. مزيج من الوان مُختلطة.. كثيرة.. تبدو وكأنها تحمل الكثير من الأتجاهات والتوجهات.. ولكنها فى النهاية بلا معنى.. هى مجرد أتساخ فوضوى.. على ملابس كانت يوماً نظيفه.. لذا هى مجرد صخب يحتاج الى تنظيفه!! ليب...
كان يُحب بطريقة مختلفة.. وغالباً هذا ما كان يجذب الناس له.. ولم يعلموا أنه يُحب هكذا لأنه.. غريب الأطوار. كان يستمع.. يحتضن.. يتواجد.. بطريقة مختلفة لأنه.. غريب الأطوار. ايضاً كان غضبه.. حزنه.. أكتئابه.. مُختلفاً.. لأنه.. غريب الأطوار. تفكيره كان على غير المعتاد.. وكذلك وجهات نظره.. لأنه.. غريب الأطوار. كل ما أعجبهم فيه.. كان ينبع من أختلافه.. ومن ...
أمامك فرصة أن تُشاركنى فى صُنع المجـــد.. ليس ذلك المجد الأستعراضى.. بل المجــد الحقيقى الذى ليسوع أبنى.. الذى هو شفاء الأنسان.. وأسترداده لنفسه.. تحتاج فقط.. أن تترك اللعب فى التراب والأنشغال بتلك الدمى التى سلبت عقلك.. لتنشغل بأمر أخــر. تحتاج أن تفتدى وقتك.. وتصرفه فيما يُفيد.. الأنسان. أن تخطو خطوات خارج نفسك.. وأنانيتك.. وتترك نفسك تُبذل فى هد...
يجتذب الأنسان عادة.. من هم على شاكلته.. ويُجتذب أيضاً بنفس الطريقة. ممن يُشابهون أعماقه ويتلاقون معها. بغض النظر عما تحتويه هذه الأعماق وتلك!! فإن أخطأت فى الأختيار يا صديقى ذات يوم.. وانجرحت فربما تكون المشكلة فيما تُخبئه أعماقك.. ربما أنت من تسبب فى هذا الجرح العميق لنفسك!! أنت تصل عادة لما تحتويه أعماقك الداخليه.. لا ما يُعلنه لسانك.. وكل ...
ورأيت عرش عظيم.. وفى وسطه جالس... جماعة من البشر.!! فى حياتهم على الأرض لم يحفل بهم أحد.. وأحياناً لم ينتبه لوجودهم الأخرين. هم مجرد بشــر.. كانوا مجرد عدد بالنسبة لمن حولهم..بشــر.. عبروا الحياة بألامها فى صمت.. بعيون مرفوعة نحو السمواتعيون تُخبر الساكن هناك بألمها.. دون شكوى أو تذمر.. بل بامتنان!! فقد كانت عيون فاهمة.. واعية لسر الألم وكرامته الم...
ربما.. تحمل مُعاناتنا فى داخلها ما هو أعمق مما نظنه مجرد ألماً عشوائياً. ربما.. فى مُعاناتنا.. نوراً.. وشفاءًا.. ومنارة لكثيرين. ربما.. لو خطونا خطوات قليلة.. خارج ذواتنا.. وأنانيتنا.. لنرى المشهد بأكمله. ربما.. حينها نجد المعنى الأعمق.. ونجد ســراً أخفاه المتألم الأعظم فى قارورة الألم التى وهبنا آياها. ربما.. النجوم الأكثر أشراٌقاً.. هى الأك...
وقع الحجر فى البئر.. ليحاول أكتشاف أعماقه.. وأنتظر الناس سماع صوت أرتطام الحجر بماء البئر ليمكنهم حساب عمق البئر.أنتظروا طويلاً ولم يسمعوا شيئاً. فهل كان البئر عميقاً جداً.. أم فارغاً جداً.. أم كان هو العميق الفارغ؟!أو لعله لا يحتوى ما ظنوه.. لعله يحتوى شيئاً ما لا يُحدث صوتاً عند أرتطام حجر به. لعله يحتوى ما يُمكنه من أبتلاع الأحجار فى صمت.. وأحتو...
للنفوس أبواب .. ونوافذ..منها يطل الأخــر علينا.. أو يسمح لنا بالدخول إليه..يجب دوماً أن نستأذن.. ونطرق الأبواب.. قبل أن نخطو داخل بيت نفس أحدهم..حتى لو كنا نفعل هذا بهدف المساعدة.. يجب أن يُسمح أولاً لنا بهذا.. يجب أن نقف.. وننتظر.. حتى يأذن لنا بالدخول.. فى هدوء.. بلا أقتحام!!فهذا هو قدس أقداسه الداخلى.. وموضع أمانه.. وأختبائه..هنا مقتنياته الثمين...
يكرز الكارز.. بإله على شاكلته.. ويُشبه أعماقه..ويستخرج من كتابه المقدس.. مايخدم فكره الأنتقامىحتى يصير الأنتقام.. أحد صور المحبة!! لا ذلنا نعبد أصنام.. وأشباه الهه.. نجتهد فى صُنعها لتخدم فكرة ما فى أعماقنا المريضة.لازال "أنــــا" هو المحور.. و "أنـــــا" هو ما أكرز به. إن عرفنا الرب كما هو.. وأستطعنا التخلى عن صورتنا.. نتغير ونصير نحن شبهه. لا أن ...
ومرة أخرى.. جلس ناظراً لقلبه المخلوع الدامى.. يقطر دماً بين يداه!!! خلعه بنفسه؟ أم أهداه لأحدهم فألقاه فى وجهه؟ لا فرق لن يفيد الأن فى شىء إجابة أسئلة مثل : كيف.. أو لماذا.. أو من كان السبب.فالنتيجة الحالية هى أننا لدينا قلب دامى أنخلع من مكانه ولا نعرف كيف نعيده؟بل ربما حتى لا يرغب صاحبه أن يُعيده الى داخله!! لا نعرف هل لازال هذا القلب ينبض أم صار...
هائمون.. صارخون.. فى صمت.. كأنهم يبحثون عن وطن. عن مــُــستقـر.. عن ملـجــأ.. يحتويهم بلا أسئلة.. فى صمت. عيونهم تُخبر عن عُمق الأحتياج.. وباقيهم يُعلن.. لا تقترب.. فأنا لا أحتاج. لا تقترب.. فأنا خائف.. مُحتاج.. يخشى أقتراب الغــُــربـاء. تخبره أنك قريب ولست غريب. فيُجيبك.. لا أقصدك أنت.. بل أقصدنى.. فأنا من صار من الغرباء!! يُلقى بنفسه فى مجاهل يع...
الدنيا... ريشة فى هــوا.. طايره بغير جناحين.. خفيفة مهما ثقــُـلـت.. تستطيع الطيران.. وأحياناً تهوى مُنهكه للأرض فى أنتظار رحلة للعــُـلا مرة أخرى. ربما يبدو أنها تهيم على وجهها بغير هُــدى.. فأحنا النهارده سوا وبكره مش عارفين هنكون فين.. اليوم معك.. وغداً بدونك.. أيام وحـــده.. ويوم زحام يوماً نقترب حتى أظن أنى لا أستطيع الحياة بدونك.. ويوم أخر تم...
ويأتى يوم تُدرك فيه.. كم أنك غنى وكم هم فقراء.. وأن ما قرأت.. وسمعت.. وعشت.. وعانيت.. وما ضيعت حياتك فيه.. وسخروا منك لأجله. حتى جعلوك تشك فى كل شىء.. وفى نفسك.. هذا كان هو فعلاً المعنى.. والقيمة.. كان يستحق!! ففى نهاية المسيرة يقفوا هم فارغون لا يملكون سوى بعض الأموال.. أما أنت فتجد نفسك.. مُمتلئا.. علماً.. فناً.. ثقافة.. موسيقى.. وقبل كل شىء.. قل...
كانت بحاجةٍ ماسة لأن تتحدث عما بداخلها.. إذ كانت تُجيد الأستماع والأنصات لكل الأخرين.. كانت تقول أنه لا توجد أذن محبة ترغب أن تُنصت لها.. لكنها فى الحقيقة كانت تخشى أن.. تتكلم كانت تخشى أن تُنصت و تستمع لنفسها!!
بين المتألمين حوار سرى صامت.. كموسيقى كونية تنتقل عبر الآثير.. لا أحد منهم يعرف الأخر.. وكلهم على تمام المعرفة ببعضهم البعض!! عيونهم الحزينة تحمل رسائل مُتبادلة فى صمت. وكآن كل واحد يرغب فى أحتضان الأخر وطمأنته. يرغب أن يستمع إليه دون أن يجرح وحدته أو يقتحمها. يرغب أن يمنحه من عمق كيانه.. ليستريح. ولكن كل واحد يكتفى بأن يقف من بعيد مـُـرسـلاً...
هى.. إنسانة... إمرآة.. لم يرى أحد فيها هذا البُعـــد.. وهذا الوصف.. لذا لم يصفها به أحد.. ولم يُنادها بها أحد. حتى بنو جنسها.. لم يرون فى أنفسهن سوى أنهن نصف المجتمع الذى يُطالب بمساواته وحقوقه كالنصف الثانى، لم يرون أنفسهن ككيان مميز بل نسبن أنفسهن مرة أخرى لكيان أخر.. ومن يضع نفسه فى مقارنة.. يخسر الكثير من قدره!! وأثناء هذا الصراع والمطالبة بالح...
مهما إتسعت أبعاد الزنزانة فهى تبقى دائماً.. سجن. يخبرك أحد الجدران أنك مسجون.. فتغادره.. وتتحرك فى الأتجاه الأخر.. مُبتعداً عنه.. تشعر ببعض الحرية.. فلم يعد هناك جدار يذكرك بسجنك.. ولكن بعد فترة.. طالت أو قصرت.. تصطدم بشىء!! ما هذا؟ أنه الجدار المقابل.. يحمل لك نفس الرسالة.. أنك تحركت كثيراً.. صولت وجلت.. ولكنك يا عزيزى.. لا زلت فى سجنك!! ومهما أعد...
أحياناً.. يجب ان نسقط فى الـــ... لامعنى بل فى أقصى أعماق التيه.. والفراغ.. والـــ... لامعنى لنجد معنى الحياة الاعمق.. والحقيقى. نجده بأنفسنا.. لأنفسنا.. ونقتنيه بثمن غالٍ من الوجع والوحدة.. فنتعلم كم هو ثمين.. كم هو يستحق.. فنعيشه.. ولا نُفرط فيه.. ولا يقدر كائن من كان أن ينتزعه منا. إذ قد صاغه الألم وحفره فى أعماقنا أحياناً... يجب أن نموت ل...