وإن مات.. يتكلم بعد!!
وإن مات.. يلد بعد!!
ذلك الذى قبل رئيس الحياة فى احشائه.. لا يموت.. بل يصير رحماً.. يلد للرب بنين كل يوم.
يلد عن بعد.. يلد حتى فى قبره..
يلد شعب لا يعرفه..
وإن مات.. يتكلم بعد!!
وإن مات.. يلد بعد!!
ذلك الذى قبل رئيس الحياة فى احشائه.. لا يموت.. بل يصير رحماً.. يلد للرب بنين كل يوم.
يلد عن بعد.. يلد حتى فى قبره..
يلد شعب لا يعرفه..
عندما نناديه "آبــــا" فهذا ليس مجرد لقب!!!
لكنه إقرار ايمان بأنه المصدرالذى منه نحن، والذى تأتى منه وترجع اليه كل الأشياء.
هذا يعنى أنه مُتكلنا، خالقنا، مُخلصنا، راعينا ومدبر حياتنا.
وأنه مصدر وجودنا وأنه أيضاً مُستقرنا النهائى وأنه أبديتنا.
وتعنى أيضاً انه لا وجود لنا خارجه أو بدونه.. فخارجه لا يوجد سوى العدم!!
وأفتحى عيناكى أثناء الرقص..
فشريك الرقصة حاضر دوماً..
وهو أحلى ما فى تلك الرقصة.
تحاول أن تستعفى.. لكن لا يُمكنك الرحيل..
فالحب يُــلـزمك بالبقاء..
لأنه يصنع بك حياة..
لذا يأخذك بعيداً لفترة قصيرة لتستريح..
ثم يُعيدك ليُعلن نفسه من خلالك..
اصعدى الى السماويات يا ابنتى.. اصعدى مع يوحنا الرائى..
ارتفعى الى فوق.. لتنظرى الامور الواقعه على حقيقتها...
فحولك كثير من التراب يحجب عنك الرؤيا...
تراب يثيره الشرير بالضوضاء والمعارك... حتى تنطمس عيناكى..
ولا ترى سوى ما يرغب العدو ان ترى.
لا يرى أحدهما وجه الأخر... فكل وجه يذهب الى أتجاه مختلف..
لكن رغم هذا.. هما فى اتحاد عميق... هذا ما ندعوه.. الحضن ❤️
حيث يتعلق انسان بعنق انسان.. او يقترب العنقان من بعضهما.. فنسميه عناق..
الأعناق الصلبة القاسية لا مكان لها هنا..
فالعناق للعنق اللين القادر على الأنحناء ليتيح مكاناً للأخر.. هذا ما ندعوه.. الحضن ❤️
قرار الذهاب فى رحلة.. يحمل فى داخله قرارات اخرى اخطر..
قرارات بالاستغناء عن مكان نعرفه.. مكان استقرارنا.. ما تعودنا عليه..
ترك امان التعود.. ورفاهية المعلوم.. والالقاء بنفسك الى تيه المجهول... بلا محدوديته.
نحن نطمئن لما نعرف.. لما تعودنا عليه.. حتى لو كان يرهقنا.. ولا يشبعنا بما يكفى..
للبعض تمثل السجون نوعاً من الامان..
ينبع الحزن من تلامس الالام مع تلك الابار العميقة فى انفسنا..
حيث يوجد جرح أو نقص ما.. عوز او تساؤل... لم يستطع أحد التلامس معه بعد!!
لذا عادة ما يرتبط الحزن والالم.. بابداع ما على مستوى عمق منابعه..
نادراً ما تجد ابداعاً نتج من حالة فرح صرف.. خاصة ان لم يسبقها.. ذلك العميق المقدس!!
فى نفس الوقت لا يمكننا معالجة ذلك العميق جداً.. بامر ظاهرى.. او سطحى.. من الخارج... ربما نغطيها او نتنساها لفترة.. لكن ما فى العمق.. يبقى كما هو فى العمق. ما فى العمق يُعالج بدواء يستطيع أن يصل للعمق!!
ذهب موسى الى إلهه حاملاً اشتياق البشرية.. نريد أن نرى وجهك!!
وأتى فيلبس الى يسوع بنفس الأشتياق.. أرنا الآب وكفانا!!
موسى سمع الرد على طلبه.. لا تقدر!! من يرى هذا الوجه لا يعيش!!
أما فيلبس فسمع رداً مختلفاً.. لقد رأيته!! من رأنى فقد رأى الآب!!
تحمل مسحة و وجه الانسان للبشرية حلاً لمشكلتها القديمة وهى معاينة الإله فى صورة منظورة، فنحن نسمع عنه ولكن لا نعرف كيف يبدو!!
إن أنتباهى لمدى قـُـبـحى الداخلى هو أحد الأسباب التى تجعلنى حريصاً على أستكمال مسيرتى... بأنتباه..
فلا زال أمامى الكثير لأكون تلك الصورة عينها!!
فأنا مدعو لأكون مثلك تماماً يا أبى.. ولست مدعواً لأمر أخر من كل ما وصلت اليه عبر هذه السنوات!!
لا زال يوجد بداخلى شر كامن.. يرغب أن يأخذ مكانه ويظهر على الساحة.
يوجد بداخلى ما يرفض كـــمـــــــــال تلك الحياة الجديدة المنسكبة فيا..
كل رواية عظيمة بدأت بكلمة.. والجنات تبدأ ببذرة..
هذا الباحث الكبير كانت بدايته سؤال لم يجد أجابته!!
وهكذا أنتى يا أبنتى.. بذرة صغيرة تحمل داخل أحشائها جنة مُـتسعة!!
ورواية لم تتضح سطورها بعد لكنها ستحكى جزئاً من تاريخ الأنسانية!!
الصغار.. المحبوبون.. هم رجاء المستقبل... هم كل الآتى.❤️
لقد قال لمحبوبته ذات يوم.. لا تلمسينى!!
فقد كان ينبغى أن يكون فيما لأبيه!! ولمستها له كانت ستعطله!!
لم تكن المرة الأولى.. فقد سبق وقالها.. لأمه.. ولمريم المحبوبة.. ولبطرس الصخرة!!
قالها حتى لنفسه.. فى صلواته.. عندما كان يآن فى البستان!!
قال له.. ولنفسه.. لتكن أرادتك أبى.
ذلك الحلم الذى راودنى كثيراً.. وكنت أبحث عمن يرافقنى لأحياه.. وأجعله واقعاً.. ولم أجد..
لم أجد الشخص!! فلم أجد الحلم!!
وظل الحلم تائهاً.. يجول فى أعماقى.. يضغط.. ينادى بالخروج.. كجنين يشاء أن يولد... وأنا لا أرغب.. فقد كنت أرد عليه دوماً.. لمن ستأتى؟ فلا أحد هنا ليعيشك معى!!
كنت أظن أن حلمى يخص أخر.. غير موجود.. وأن على أن أنتظره.. لأحيا ما حلمت به.. ولم أكن أدرى سر أنين ذلك الجنين الذى أحمله فى أعماقى.. كان شيئاً ما يؤلمه.. لكنى على كل حال لم أكن مدركاً سبب الامه.. لكن مع الوقت صرت أعلم أنى أحمل الماً.. صار الحلم أحد مصادر ألامى!!
وتسألت يوماً.. تُرى هل يموت جنينى بداخلى اثناء انتظارى الطويل لذلك الذى لا يأتى؟!
عَلَى الأَسَدِ وَالصِّلِّ تَطَأُ. الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ تَدُوسُ (مز 91 : 13)
فرح الرب هو قوتها.. وابتهاجها جزء من حربها.
من نسلها أتى ساحق رأس الحية.
ومن نسله يأتى بنون جدد.. يُكملون به ما بدأه!!
يحيطها العدو بضربات من كل ناحية.. فتكمل رقصة تسبيحها.
يا مريم.. المحبوبة ❤️
للرعاة رئيس.. هو يسوع... ومن يمسحها الراعى أُمـــاً.. يمنحها فى مسحته أحشاء الرعاية. وقلب الراعى. وخبز البنين.
الأم يا مريم هى الأحق دوماً بقلب الراعى.. القلب الذى جاز فيه سيف.. للأمهات يمنح قلبه.. وبهاء وجهه.. ففى وجهها نرى يسوع!!
لذا لا تنسى يوماً.. أن لك رئيس.. مسئول عنك.. هو من نقدم له حساب الوكالة.. واليه ترجعين فى كل مايخص رعيتك.. ومن فمه نسمع.. نعماً!!
لا تنسى أن رأسك.. و رئيسك.. مُقيم اعمالك ومصدر معرفتك عن نفسك.. هو.. الراعى الصالح.. راعى الرعاة.. ورأس الرعاة.
عند نهر الحياة البلورى.. اللامع.. الصافى.. كان لقائهما.❤
لم يكن احد سواها هناك معه.. كان ينتظرها.. ومن بعيد كانت عينه عليها.. يراقبها.. و يجتذبها الى ذلك اللقاء.
كان كل شىء لامعاً يعكس بهاء وجه المحبوب.. كانت ترى نفسها بصورة جديدة.. رأت نفسها بعيونه.. وراتها فى عيونه.
النهر الهادىء.. الصافى.. ادخلها الى هذه السكينة التى تصمت فيها كافة الاصوات.. حتى صوت اضطراب مشاعرها.. أراء الناس.. رؤيتها عن نفسها.. تساؤلاتها.. الكل صمت امام هذا البهاء الذى اسكنها فيه الملك.
عند نهر الحياة.. توقفت عن صراعها معه.. استسلمت لمحبته.. عندما اكتشفت فجأة ان الحياة ليست صراعاً معه.. وليست صراعاً لاجله.. بل كأس خلاص تقتبله فى هدوء من سكيب جراح يديه... حضن يبدأ فى معية عمانوئيل ولا ينتهى.
العين سراج الجسد.. هى سبب وطريق أستنارته كله أو أظلامه.
الكائنات القريبة من محضر الرب مملؤة أعين!!
يبدو أن حضوره يخلق.. أعين.. فى الحاضرين!!
رئيس مملكة الظلمة.. يكره العيون.. ويُحاربها.. يكره البصيرة.. يُعمى عيون الأذهان.. ويُجلس الشعب فى الظلمة.. لسنوات... حتى تتعود العيون على الظلام.. وتضمر فى أماكنها.. فتصير عيون مُتحجرة.. بلا نفع.. بلا بصيرة!!
والأعمى يُساق.. الى حيث يريد من أعماه!!
نُسر بوجود وعد أن من يُضايقنا سيجازيه إلهنا ضيقاً..
لكن ماذا لو كنا نحن سبب الضيق للأخر؟
هل سيُحابينا لانه ابانا؟
أو ليس الاخر ايضاً أبنا له بصورة ما؟
أم لعلنا نظن ان كوننا مؤمنين فذلك يُميزنا عن غيرنا؟
عندما غاب الروح عن دور العبادة، تصادم الناس بحقيقة أن العبادة مُرة وثقيلة وغير ممكنة..
فصرخوا لقادتهم.. نفس القادة الذين أنكروا حلوله فى العابدين. ولماذا غاب؟! إلا لأنهم أنكروا وجوده.. ووضعوا كل رجائهم فى امكانيات بشريتهم.. وطالبوه بالرحيل.. ولأنه وديع ولطيف.. تركهم لأنفسهم.. ولرغبتهم.. ورحل!!
لم يجد القادة حلاً لتخفيف ما يشعر به الناس.. وبدلاً من أن يصرخوا طلباً للروح السماوى المعزى وجد بعضهم حيلة.. فألقوا بالناس الى طريق أخر..
طريق الــ 3 ت.. أفهموا الناس انه من الطبيعى ان لانجد الإله بسهولة.. وأن الأمر يحتاج 3 ت.. 3 خطوات تبدأ بحرف التاء: تغصب.. ثم تعود.. ثم فى النهاية......... تلذذ...
وكالعادة سموا الأشياء بغير مسماها.. وحوروا معنى التغصب!!
يا جميلتى..❤️
ذات يوم.. أمسكت يداى ببعض خيوط المحبة.. وبدأت فى نسج أنسان.. فى رسم صورة جميلة أحببتها.. صورة حملتها كثيراً فى أعماقى.. وكان هذا الأنسان هو أنتى❤️
كنت أحملك منذ الأزل فى فكرى وفى أحشائى.. وأنتظر الوقت المناسب لآتى بك الى هذا العالم.. وكنتى دوماً معى.. وكنت معك. ❤️
قبل أن توجدى.. قبل أن يراك الناس ويقيمونك.. قبل أن يشير أحدهم فيمدحك وأخر فيقلل منك.. قبل أن يكونوا أو تكونى.. كنتى فى حضنى.. أتمخض بك. من المحبة صنعتك.. فأنتى أيقونتى.. أعلان مجدى!! صنعتك ككنز فاخر.. ووضعت كنزى هذا فى إناء من التراب.. فى خزف يبدو جميلاً أحياناً.. وأحياناً لا يروق لبعضهم. يكبر الأناء أو يصغر.. يبدو رفيعاً أو سميناً.. طويلاً.. أو قصيراً.. يتلف.. يتشوه.. وقد ينكسر.. تحاولين الحفاظ عليه.. تحاولين تجميله.. ليبدو بأفضل صورة وهذا حقك.. ولكن تذكرى دوماً يا جميلتى أنه مجرد أناء.. وأن الكنز فى الداخل.. لستى الأناء يا ابنتى.. بل الكنز!! ❤️
هو مجرد أناء ستغادرينه يوماً ما.. لتلبسلى ذاك الجميل الذى لا يشيخ ولا يتغير. أنظرى لأبعد من التراب.. لأعمق من الأناء.. فهناك كنزى المحبوب.. الذى هو أنتى.❤️